قراءات.. كتاب «الأمية» يحكي رحلة «أجوتا مع الأمية والكتابة»
الإثنين 01/مارس/2021 - 02:58 م
إسلام علام
يعد كتاب "الأمية، سيرة الكاتبة"، قراءة في سيرة الكاتبة والروائية، المجرية أجوتا كريستوف، والتي تكتب بالفرنسية.
حصلت روايتها الثالثة "الكذبة الثالثة" على جائزة "ليفر أنتر" الفرنسية للرواية لعام 1992، وسبق أن صدر لها رواية "الدفتر الكبير"، ورواية "الدليل"، وترجمت أعمالها إلى ما يقارب للأربعين لغة.
وكتاب الأمية، هو خير عنوان لكاتبة كان عليها أن تتعلم اللغة على كبر، بدروس محو الأمية، ولم تكن الأولى ولا الوحيدة في هذا الشأن، حيث هناك نماذج كبيرة وعريقة في عالم الأدب، مثل بيكيت وكونديرا، أتوا جميعهم إلى الفرنسية، وإن اختلفت مشاربهم الأدبية.
كتبت أجوتا كريستوف كطفل يتعلم لغة ما، ومما لا شك فيه -على حد قول النقاد- أن أولى رواياتها الدفتر الكبير قد حكمت على مسار كتابتها والأسلوب الأدبي الذي اتبعته.
وفي كتاب "الأمية" كما في الحوارات التي أجرتها أجوتا، وعلى الرغم من قلتها، وفي بعض الفقرات من رواياتها، نعثر على مقاطع تحيل إلى فعل القراءة، التي بلا شك، كانت شغلها الشاغل.
ويشير المترجم، في سيرتها، إلى "أنها أصيبت بمرض القراءة منذ سن الرابعة وأنها لم تتوقف يومًا عن القراءة، لكنها لم تذكر أي كتاب بالاسم".
وفي هذا الكتاب يحاول المترجم محمد آيت حنا بأعمال الكاتبة أجوتا، بالإضافة إلى ملف خاص يضم حوارًا مطولًا أجري مع الكاتبة قبل وفاتها.
كما يضم الكتاب أيضًا ترجمة لمقالات مختارة تتناول متنها الأدبي، والهدف من هذا الكتاب "أن لا يكون مجرد نقل لسيرة أجوتا، وإنما مدخلًا يتعرف القارىء عبره على كاتبة لا شك أن التعرف على أدبها سيؤثر عميقًا في الذائقة الأدبية والكتابة العربيتين".
وتقول عن كتاب "الأمية"، هند فتحي، إحدى قارئات الكتاب في مراجعتها وتقييمها: "تعجبني تلك الكاتبة، بجملها القصيرة، ومشاعرها المخبأة خلف كلمات وحوارات مقتضبة تبدو كطلقات رصاص قسوة الحرب وظروف الهجرة من بلد لآخر، انفصالها مبكرًا عن أخويها ووالديها العيش في مدرسة داخلية ثم العيش في الملاجئ قبل الاستقرار في بلدة غريبة يتحدث مواطنوها بلغة لم تتعلمها من قبل لتتحول على حد قولها إلى امرأة أمية وهي في الحادية والعشرين من عمرها تلتحق بالعمل لتأمين سبل الحياة، وتلتحق كذلك بفصول محو الأمية حتى تتعلم لغتها الجديدة التي لا تكتب بغيرها بعد ذلك ربما كتابتها بلغة غير اللغة الأم كان له عاملا أيضا في قصر الجمل ومحاولة التعبير عن أدق التفاصيل أو المشاعر بأقل عدد ممكن من الكلمات".