الفن هو اللي خلاني أعيش.. حكايات جمالات شيحة سيدة الغناء الشعبي

جملات شيحة تتلمذت على يد "زكريا الحجاوي" عاشق المداحين وكانت السيدة الشهيرة "فاطمة عيد" تلميذة الست جملات، وقد بدأت قصة جمالات من والدها الذي كان أعذب الصوت وكان يغني في الأفراح فورثت منه الصوت العذب وأحبت الغناء وأصبحت تغني معه في الأفراح وهي فتاة صغيرة ذات 12 عام.

هي جمالات شيحة مواليد منيا القمح محافظة الشرقية سنة 1933م التي ظل صوتها يدندن حتى بعد بلوغها الثمانين عام، سمعها "زكريا الحجاوي" وهي طفلة في زيارة عند أحد أقاربها في القاهرة، وبعدها أخذ سيدة الغناء الشعبي "خضره محمد" وذهب بها إلى منزل جمالات شيحة واتفقوا على حفل في "مسرح الصوت والضوء" الموجود في القلعة،وعينها هي وأختها في "فرقة الفلاحين" الذي وصلت إلى العالمية فيما بعد وبدأت رحلة جمالات شيحة..
وعلى الرغم من أنها لا تستطيع الكتابة والقراءة لكنها تعرف المقامات الموسيقية معرفة جيدة وعندما سألت عن ذلك قالت: "من حبي في الفن" ويعرف عنها أنها شخصية قوية وشديدة مع فرقتها وفي عملها، وعلى الرغم من أنها كانت زوجة لرجل يعمل في الشرطة لكنه لم يقف أمامها أبدًا في مشوارها وهذا ما ذكرته الست جمالات في أحدى لقائتها التلفزيونية، وأنه كان يحب سماعها وهي تغني وتقول المواويل.
واشتهرت بأغنية:
" على ورق الفل دلعني
أنا ماحملش الذي ده يعني
أنا لا حيلتي ولا فيدي
إلا الغويشة اللي في يدي
قولتلك يلا نبيعها
أسهر أنا وياك ودلعني"
وقد سافرت الست جمالات في العديد من البلاد ومنها: تونس، الأردن، بلجيكا، أمريكا، واليابان، وفرنسا أيضًا، وهذا غير حفلات ساقية الصاوي ومسرح الهناجر في الأوبرا والحفلات المحلية في مصر، وحصلت على العديد من الجوائز وتقديرات من الدولة والمسارح ومراكز الثقافة، وقد وصفها إبراهيم عيسى أنها أهم المطربات الشعبيات، وأكبر دليل على ذلك محبة الشباب لها وزيارتهم لها في حفلاتها الأخيرة فكانت تقوم بعمل الحفلات في "مكان" الذي يتهم بعمل حفلات خاصة بالتراث، وحينها كان يتسابق الشباب على الحضور والتفاعل مع الست جمالات مما كان يجعلها سعيدة، وعندما سئلت عن زيها قالت: "بأنها فنانة شعبية لا بد أن يكون حتى زيها شعبي" وتابعت أنها تحب الاحتشام ولا تفضل التبرج أو الانفتاح الزائد.