فلذات الأكباد للبيع.. عَرضت ابنتها على «الفيسبوك».. والأم: «عندي غيرها»
الأربعاء 17/فبراير/2021 - 08:24 م
كتب صلاح محروس
لم تعلم الطفلة الرضيعة صاحبة الـ 6 أشهر أنها سوف تكون سلعة تُباع وتُشترى على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الواقعة التي أثارت الرأي العام بعدما أظهرت الأم كل معاني القسوة تجاه فلذة كبدها التي أصبحت سلعة مقابل 50 ألف جنيه.
في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية جلست "ر.م" صاحبة الـ 32 عامًا هي وزوجها "ع.أ" يندبان حظهما على قلة الرزق التي حلّت بهما خاصة بعدما أنجبت طفلها الأول، وبعد مرور عام ونصف ازدادت همومها بعدما علما أن الله رزقهما بطفل آخر، وأصبحا في حيرة ماذا يصنعان أمام الديون التي تكاثرت عليهما؟.
"يعني يارب في ناس محتاجة لظفر طفل وبتدفع فلوس كتير علشان ظفر وأنا ترزقني بطفلين منقدرش على تربيتهم".. بهذه الكلمات ظلت تُحادث الأم نفسها طويلًا بعدما أنجبت ابنتها الثانية وبعد مرور ما يقارب الـ 5 أشهر وتزايدت الأعباء كثيرًا حتى سيطر الشيطان على عقل الأم.
سوّل الشيطان لهذه الأم فكرة تخلصها وزوجها من الديون والأعباء التي لحقت بهما، وهو بيع طفلتهما، فكما تحدثت مع نفسها مُسبقًا بأن هناك أُناس يدفعون الكثير من أجل ظفر طفل، في بداية الأمر كانت الفكرة صعبة حتى أخبرت زوجها بهذه الفكرة، أنصدم الأب في بداية الأمر ولكن كانت الظروف أقوى.
"بنتنا هتتربى بعيد عننا.. متخافش إحنا هنشرط على اللي هيشتريها إننا نشوفها كل فترة.. إحنا لازم نختار أسرة طيبة علشان نطمن على بنتنا.. متزعلش عندنا طفل غيرها".. بهذه الكلمات وضعت الأم خطتها مع زوجها لبيع طفلتهما وبعدما أعدا كل شيء بدأت في تنفيذ الخطة وقامت بعرض منشور على موقع "فيسبوك" لبيع طفلتها.
لم يمر الوقت كثيرًا حتى وجدت الأم ضالتها واتفقت مع شخص لبيع ابنتها له، وجاءت اللحظة الحاسمة وكان الحزن يعم على الأسرة الصغيرة، على فراق ابنتهما، واتفقت الأم أن تقابل الشخص لبيع ابنتها في محطة مترو شبرا الخيمة ومعها زوجها، وبالفعل تقابلوا لبيع الطفلة التي ليس لها أي ذنب غير أنها خلقت من هاذين الزوجين ولكن كان للقدر رأي آخر.
أراد الله ألا يمنح أي أحد غير رزقه المقدر له، أثناء بيع الطفلة البريئة في محطة المترو، وانقلبت الخطة رأسًا على عقب بعدما فوجئت بانتظار الشرطة لها وتم القبض عليهم بعدما تابعتهم الأجهزة الأمنية منذ رفع المنشور على "فيس بوك".
وتم تحرير المحضر رقم 2648 جنح أول شبرا الخيمة، وتولت النيابة التحقيقات لتكون القضبان جزاء لقسوة هذه الأم.