رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

بقلم فاطمة المتحمي: الوصاية المجتمعية تحتاج إلى مراجعة

هير نيوز

بقلم فاطمة المتحمي: الوصاية المجتمعية تحتاج إلى مراجعة.. الوصاية المجتمعية ظاهرة ملحوظة في مجتمعنا السعودي، بل يمكن القول إنها نزعة بشرية عامة، تتجلى حين ينصب بعض الأفراد أنفسهم أوصياء على الآخرين في ما يخص تفاصيل حياتهم الشخصية، دون أن تكون لهذه التدخلات علاقة مباشرة بمصلحة المجتمع دينياً أو بصون قيمه الأساسية والمحافظة على أمنه.

بقلم فاطمة المتحمي: الوصاية المجتمعية تحتاج إلى مراجعة.. فلقد أصبح من المألوف أن نجد أفرادًا يتدخلون في خيارات الآخرين الحياتية، ويصدرون الأحكام والتقييمات بناءً على رؤاهم الخاصة. فعلى سبيل المثال، نجد هذا الأمر يغلب في محيط النساء. فبعض النساء يفرضن وصايتهن على غيرهن.

بقلم فاطمة المتحمي: الوصاية المجتمعية تحتاج إلى مراجعة.. فقد تنظر بعض ربات البيوت إلى الموظفات باعتبارهن فاشلات اجتماعيًا، ويرين في الموظفة أنها لا تستطيع تكوين أسرة، وأنها إن كونت، فلن تنجح في ذلك. ويبدأ التقليل من نجاحات هؤلاء الموظفات والمكافحات، ويشوهن مفهوم إنجازهن ونشر ما تعلمنه لتطبيقه في خدمة الوطن. لأن بعض ربات البيوت يعتبرن أن الإنجاز الحقيقي يكمن فقط في بناء الأسرة.

بقلم فاطمة المتحمي: الوصاية المجتمعية تحتاج إلى مراجعة.. في المقابل؛ فإذا برزت نساء ناجحات مهنياً، سارع بعضهن بالنظر إلى ربات البيوت نظرة دونية، ويقللن من شأنهن، معتقدات أنهن بلا أهداف أو طموحات، متجاهلات أن اختيار المرأة للبقاء في بيتها وتربية أبنائها هو خيار شخصي في المقام الأول، وأيضاً يعد في حد ذاته رسالة عظيمة وسامية.

بقلم فاطمة المتحمي: الوصاية المجتمعية تحتاج إلى مراجعة.. ولا يقتصر الأمر على النساء فقط، بل يشمل الرجال أيضاً. فقد نجد الرجل الذي وفقه الله للنجاح المهني يتعالى على من لم تتح له نفس الفرصة، ويصفه بالكسل أو الخوف من مغادرة منطقة الراحة، دون أن يأخذ بعين الاعتبار اختلاف الظروف الشخصية، والفرص المتاحة، والمعطيات التي تختلف من فرد لآخر. ففي كثير من الأحيان، يكون النجاح نتيجة لمجموعة من العوامل التي تتجاوز الجهد الشخصي فقط، مثل الدعم الأسري، البيئة المحفزة، أو حتى الحظ. من المهم أن نكون أكثر وعيًا بأن الطريق إلى النجاح ليس واحدًا للجميع، وأن الحكم على الآخرين بناءً على تجاربنا الشخصية قد يكون غير عادل ولا يعكس الواقع بشكل كامل.

لذلك احترام اختيارات الآخرين هو جزء أساسي من احترام الإنسانية التي فطرنا الله عليها. فالله تعالى خلق الناس مختلفين في طباعهم وقدراتهم واهتماماتهم، قال الله، عز وجل، «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين» (سورة هود، الآية 118). وهذا الاختلاف ليس نقصًا، بل هو تنوع تثري به المجتمعات وتتطور به الأمم. ولذلك لا يجوز لأحد أن يفرض رؤيته للحياة على الآخرين، أو أن يعد مساره الشخصي هو الطريق الوحيد إلى النجاح والسعادة.

وكما قال تعالى في موضع آخر: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي» (سورة البقرة، الآية 256). فإذا كان الله سبحانه، لم يفرض الهداية بالإكراه في أعظم أمور الإنسان، وهو الدين، فكيف يُبرر البعض فرض وصايتهم على الناس في أمور دنياهم واختيارات حياتهم؟

وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم، «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (رواه الترمذي وابن ماجه). وهذا توجيه نبوي عظيم بأن ينشغل الإنسان بنفسه، ويكفّ عن التدخل في ما لا يخصه من شؤون الآخرين. ما دام اختيار الشخص لأسلوب حياته لا يمس الدين والقيم والأخلاق وأمن الوطن.

وفي الختام، نحن بحاجة إلى تعزيز ثقافة التقبل والاحترام المتبادل، وفهم أن النجاح له وجوه متعددة تختلف باختلاف الرؤى والأولويات. وأن السعادة ليست وصفة موحدة، بل هي خيار فردي ينبع من القناعة الداخلية والرضا الشخصي.

نقلا عن الوطن السعودية

تم نسخ الرابط