جريمة وادي النطرون.. أم تقتل طفلتها انتقامًا من زوجها السابق

في زاوية من إحدى قرى وادي النطرون، حيث كانت الحياة تسير بهدوء، خيم الحزن الثقيل على أهالي قرية الصديق يوسف، بعدما استفاقوا على جريمة لم يتصوروا حدوثها: أم تقتل طفلتها ذات الثلاثة أعوام بيدٍ ارتجفت بين الغضب والخذلان.

البلاغ الذي هز البحيرة

تلقى اللواء محمود هويدي، مدير أمن البحيرة، بلاغًا من مركز شرطة وادي النطرون، يفيد بوفاة طفلة صغيرة في ظروف غامضة. 

سرعان ما تحركت أجهزة الأمن تحت إشراف اللواء أحمد السكران، مدير إدارة البحث الجنائي، لكشف غموض الحادثة.

خيوط الجريمة تقود إلى الأم

بالفحص والمعاينة، تبين أن الجثة لطفلة صغيرة تدعى "فاطمة م.ج"، لم تعرف في حياتها سوى سنواتها الثلاث القصيرة. 

الطفلة، التي كانت تزور والدتها بعد انفصال الأبوين، لم تكن تعلم أن زيارتها الأخيرة ستتحول إلى مأساة أليمة.

تحريات المباحث قادت إلى حقيقة صادمة: الجانية لم تكن غريبة، بل كانت أقرب الناس إليها — والدتها "س.م.ال"، التي تبلغ من العمر 24 عامًا.

اعترافات صادمة.. والغضب أعمى البصيرة

في تحقيقات الشرطة، اعترفت الأم أنها أقدمت على خنق طفلتها باستخدام إيشارب كانت ترتديه. لحظة انفجار عاطفي اجتاحها بعد علمها بزواج طليقها من امرأة أخرى. في لحظة غضب فقدت فيها السيطرة على نفسها، اختلط فيها الحزن بالغيرة بالخذلان، ارتكبت الأم جريمة لا يغتفرها ضمير ولا يداويها ندم.

طفلة دفعت ثمن صراعات الكبار

لم تكن الصغيرة "فاطمة" تعرف شيئًا عن نزاعات الكبار ولا عن ألم الخيانة ولا وجع الفراق. كانت فقط تشتاق لرؤية أمها، تحمل قلبًا صغيرًا لا يعرف من الدنيا سوى حنان الأم وحب الأب. لكنها دفعت أغلى ثمن لصراعات لم تختر أن تكون جزءًا منها.

النيابة تباشر التحقيقات

تم تحرير محضر بالواقعة، وأُحيلت الأم المتهمة إلى النيابة العامة، حيث ستباشر التحقيقات لكشف كامل ملابسات الجريمة، في وقت ينتظر فيه الأهالي، الذين غلبت دموعهم صدمة العقول، كلمة العدالة.

صرخة فاطمة الأخيرة..

ربما لم يسمع أحد صرخة "فاطمة" في لحظاتها الأخيرة، لكن صمتها المدوي سيبقى شاهدًا على مأساة صغيرة وقعت ضحية غدر الكبار.