«الاغتصاب الزوجي».. خبراء يكشفون الأسباب.. وآخرون يُحذرون النساء

الإثنين 08/فبراير/2021 - 07:56 م

السيد شاهين

«الاغتصاب الزوجي»، واحدة من الظواهر الأُسرية التي جدت على المُجتمع الشرقي، فشرط من شروط عقد القران الإيجاب والقبول بين الطرفين في سائر جوانب الحياة وتعد العلاقة الحميمية بين الزوجين علاقة مُشتركة يجب فيها الإيجاب والقبول بين الطرفين فليس شرط كتابة عقد الزواج أن تكون الزوجة مُرغمة على العلاقة الحميمية إلا برغبة منها، فلا يجبرها على حقوقه الشرعية، في المقابل شكى العديد من الرجال من فتور العلاقة مع زوجاتهم ونفورهن من العلاقة ما يعد عائق لهم في استكمال حياتهم بطريقة طبيعة خاصة وأنهم يحتاجون للعلاقة الحميمية لتتنفيس عن أنفسهم بعد يومًا طويلاً من الأعمال الشاقة.

تساؤلات عديدة طرحتها «هير نيوز» على المتخصصين، حول أسباب هذه الظاهرة وتداعيتها وسبيل العلاج، وكانت البداية مع "مي صالح"، ناشطة نسوية وعضو مجلس أمناء مؤسسة المرأة الجديدة، التي قالت: "إن معاشرة الزوج للزوجة بدون رضاها أو استخدام العنف والتهديد معها أو إجبارها على ممارسة أشياء بدون رضاها يعرف بـ"الاغتصاب الزوجي".

وأضافت لـ«هير نيوز» أنها تلقت الكثير من الشكاوي من الزوجات اللاتي تعرضن للعديد من الاعتداءات عليهن من قبل أزواجهن وإجبارهن على ممارسة العلاقة الحميمة، ما يجعلهن يتعرضن للضرب والتعنيف، مشيرة إلى واقعة حدثت لإحدى الزوجات عندما طلب منها الزوج ممارسة العلاقة الحميمية فور رجوعها من جنازة والدها.

وتابعت: "هناك أفكار مغلوطة وشائعة في بعض المجتمعات الشعبية والريفية، حيث يتم تخدير العروسة من قبل الأب والزوج؛ بسبب خوفها الشديد من إقامة العلاقة الحميمية.

وأضافت أنه يجب الاهتمام بالدور التوعوي من المؤسسة الصحية تجاة كافة الأمور الصحية للزوجة، مشيرة إلى أن الختان يسبب العديد من المشاكل للمرأة بعد زواجها، مشيرة الى أن هناك بعض القضايا الخُلع داخل أروقة المحاكم بسبب الاغتصاب الزوجي ولكن تحت دعوى ومبررات أخرى، وذلك بسبب عدم وجود تعاطف من الهيئات النيابية والشرطية تجاه هذه المشكلة، وذلك بسسب الثقافة المجتمعية.

- انعدام الإيجاب وراء الاغتصاب

وفي سياق متصل، قالت الدكتورة نوران فؤاد، عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للملكية الفكرية: "إن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاغتصاب الزوجي هو عدم وجود تقارب عمري بين الزوجين وإنعدام فكرة الإيجاب والقبول بين الزوج والزوجة في بعض الأحيان".

وأضافت في تصريح لـ«هير نيوز» أن هناك العديد من الأزواج، يعتقد بأنه الطرف القوي والمهيمن وأن زوجته هي الضعيفة المنكسرة، التي يجب عليها أن تستجيب لكل متطلباته ورغباته من غير إظهار أي تعابير للمحبة وإظهار طبيعة الصلة الطيبة بين الزوجين، مشيرة إلى أن الزوج في مثل هذه الحالات دائمًا لايهتم بتقديم الشكر والإمتنان للزوجة لما تقوم به من تهيئتها للمنزل والجو الأسري له، وحرصها الدائم على تقديم الطعام والشراب لزوجها.

وتابعت: "هنا تنتقل رسالة سلبية للزوجة فيحدث فتور في العلاقة بينهما، مما يفسره الزوج بأنه امتناع من الزوجة عن العلاقة الزوجية، وأنه ليس تدلل من الزوجة واحتياج للاهتمام والتقدير من زوجها".

ونصحت "فؤاد" أنه يجب أن يكون استشارة أخصائي العلاقات الأسرية ولمكاتب الاستشارات الأسرية مرة أخرى كما تفعل البلدان المتقدمة وهي قد تكون عبارة مؤسسات أهلية غير هادفة للربح أو مؤسسات حكومية تابعة للمراكز الجامعية.

- «رجل دين»: كوني عون للرجل ضد الحرام

قال الدكتور خالد بدير، إمام وخطيب: "إن العلاقة الزوجية قائمة على التراضي والتوافق بين الزوجين، مشيرًا إلى أن الزواج يقوم على التراضي وليس الإكراه، وكذلك العلاقات الزوجية من اختيار المسكن والمأكل والمشرب والنزهة والمعاشرة وغير ذلك تقوم أيضًا على التراضي".

وأضاف لـ"هير نيوز"، أن الحكمة الحقيقية من الزواج هى السكن والمودة والرحمة، فالاغتصاب الزوجي مرفوض وممقوت حتى بين الحيوانات؛ مشيرًا إلى أن الدابة التي لا ترغب في المعاشرة الجنسية "ترفس" الذكر الذي يقوم باغتصابها.

ونصح الزوجة بأن عليها طاعة الزوج طالما أنه لم يكن هناك موانع شرعية أو نفسية، ففي الحديث المتفق عليه: "إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح"، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور"، وفي رواية: "ولو كانت على قتب": أي على ظهر بعير.

وحذر الخطيب بالأوقاف الزوجة شهوات الرجال الزائدة، فقد يرى شيئًا يعجبه خارج البيت فكوني عونًا له لا ضده عندما يريد الحلال.