أخصائية لـ«هير نيوز»: الرجل المسيطر ضعيف الشخصية وهكذا تتعاملين معه
«ليلى رُستم».. أيقونة الجرأة والسياسة الإعلامية
الأحد 07/فبراير/2021 - 06:23 م
رضا يوسف
ملأت الحياة سجالاً ونقاشًا ببرامجها وضيوفها، وأسلوبها في الحوار، لتُتهم بالغرور والتعالي، وُلدت وعاشت شخصية مستقلة، في التفكير والتعامل وتكوين الرأي.. إعلامية من العصر الذهبي للتليفزيون المصري، ورغم سنوات الغياب والابتعاد عن الأضواء، تظل كالوهج في دنيا الإعلام، لا يُمحى نجاحها بمرور السنين، ولا تخفت الرغبة في مشاهدة ما قدمت في سنوات البدايات.. إنها الإعلامية "ليلى رُستم".
ليلى عبد الحميد محمود رُستم، مذيعة تليفزيون شهيرة من رائدات العمل الإعلامي في مصر، والدها المهندس عبد الحميد بك رستم، وعمها الفنان زكي رستم، حصلت على ماجستير في الصحافة من جامعة "نورث" و"سترن" بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولدت "ليلى"، بالقاهرة في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، ثم كان الانتقال للعيش بالإسكندرية، بسبب ظروف عمل والدها، إلا أن الإقامة في الإسكندرية لم تدم طويلًا، مع تقدم الجيش الألماني عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية، لتكون المنصورة هي المحطة التالية في حياتها، فتلتحق فيها بمدرسة للراهبات التي تدين لها بالكثير مما آل إليها، لا في العلم والثقافة وحسب، ولكن في الخلق والتربية والفكر أيضًا.
ويكون الالتحاق بالإذاعة والعمل كمذيعة بالبرنامج الأوروبي ولمدة 6 أشهر، لتلفت إليها الأنظار، فيكون ترشيحها للعمل في التليفزيون قبل بدء بثه الرسمي في يوليو من عام1960، وتبرز وسط جيل من عمالقة المبدعين في عالم التليفزيون، فتولد نجمة بين النجوم، مع أماني ناشد، و زينب حياتي، وسلوى حجازي.
بدأت عملها كمذيعة مع ميلاد التليفزيون المصري في 23 يوليو 1960، وكانت البداية مذيعة ربط، ثم قارئة للنشرة الفرنسية، واشتهرت في الوسط الإعلامي، وفي نهاية الستينات بدأت مرحلة جديدة في تاريخها بالعمل في تليفزيون بيروت، أثناء اقامتها بها لتقدم العديد من البرامج منها "سهرة مع الماضي"، و"بين الحقيقة والخيال"، و"محاكمات أدبية"، وعملت على مدى 20 عامًا في جريدة "الهيرالد تربيون" ، بالإضافة إلى عملها كمراسلة لمجلة "الحوادث" في تغطية أحداث الحرب الأهلية اللبنانية.
قدمت العديد من البرامج السياسية والاجتماعية والفنية خلال فترة عملها بالتليفزيون المصري اعتبارًا من عام 1960م وحتي عام 1967م منها، "نافذة علي العالم"، والذى يتضمن أهم الأحداث في كل أسبوع، وبرنامج "الغرفة المضيئة"، وكان يعده مفيد فوزي ويتضمن أهم حدث محلي، وكذلك برنامج "نجمك المفضل" من إعداد مفيد فوزي أيضًا، وكان برنامجا أسبوعيًا استمر لمدة ثلاث سنوات، قدمت خلالها 150 حلقة مع كبار الممثلين والأدباء والشعراء أمثال: محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وفاتن حمامة، وطه حسين، ويوسف السباعي، وإحسان عبد القدوس، وعمر الشريف، ومصطفى أمين، وعلي أمين، كما استضافت الملاكم الأمريكي محمد علي كلاي، ومنذ سنوات ظهرت مع مذيعي برنامج "البيت بيتك" في أولى حلقاته وشاركتهم التقديم.
أطلق عليها عدد من الأسماء، أبرزها بنت الذوات، سليلة الحسب والنسب، وذات الملامح التركية، ووصفها بالنقاد بـ "أيقونة الجمال والجرأة"، سيدة الفكر، والثقافة، والإعلام، محاورة عمالقة الأدب والفن والسياسة، في زمن كانت فيه هي الصغيرة، التي سُمح لها باقتحام عوالمهم، فكانت الأكثر جدلاً، على الرغم من اختصار علاقتها بالشاشة على سبع سنوات فقط، متألقة الذهن والمظهر، حاضرة البديهة، والتعليق الساخر.
