أساتذة النساء والتوليد: الإنجاب بـ "قطعة الصوف" دجل وشعوذة

عندما يتأخر الإنجاب تقلق الزوجة، وتكون أشبه بالدمية في أيدي السحرة والمشعوذين، وقد يصل الأمر إلى حد فعل أشياء غريبة ليس أي صلة بالطب، وإن كان لها ارتباط ما ببعض الوصفات، ومنها استخدام قطعة صوف ووضعها في الرحم، بزعم أنها تمتص الرطوبة بالرحم، وتعيد له حيويته، بما يساعدها على الإنجاب، خاصة إذا ما وضعتها فى توقيت بعينه، بعد الدورة الشهرية، "هيرنيوز" تستطلع رأي أطباء النساء والتوليد في هذا الموضوع المثير.

الدكتور معتز الشربيني أستاذ مساعد النساء والتوليد بقصر العيني، مدير العيادة الخارجية لمستشفى النساء، حذر بشدة السيدات اللواتي لا ينجبن من التوجه إلى الدجالات والعارفات، بغية الإنجاب، بما فيهم الذين يستخدمون قطعة الصوف.

وأوضح أستاذ مساعد النساء والتوليد بقصر العيني، في تصريح خاص لـ"هيرنيوز"، أن اللجوء للإنجاب بهذه الطرق البدائية، التي لم ترد في الطب قد يتسبب في حدوث أضرار فادحة للسيدات، قد تؤدي بحياتهن.

وأشار "الشربيني"، إلى أن عنق الرحم، لا يتعدي اتساعه اتساع "شفاط العصير"، ولإحداث محاولة اتساع في عنق الرحم، لا يتم إلا تحت ظروف طبية معينة، من أبرزها أن تخضع المريضة لإجراء جراحي، تحت تأثير مخدر عام (بنج كلي).

واستنكر "الشربيني"، استخدام قطعة صوف وإدخالها في رحم السيدة بغرض امتصاص الرطوبة، وقال، هي قصة ليس لها أي وازع طبي، وأضراراها لا تعد ولا تحصى.

وضرب "الشربيني" مثلًا بترك شاشة معقمة داخل المهبل لساعات، ستتسبب في إحداث عفونة وصديد به، من شأنهما التأثير على الجهاز التناسلي بأكمله، حيث سيتأثر الرحم والأنابيب والمبايض، لافتًا إلي تناول السيدة لمضاد حيوي طوال فترة تواجد الشاشة في المهبل الخاص بها حتى يتم إزالتها.

ولم يختلف رأي الدكتور هاني حسن كامل أستاذ مساعد النساء والتوليد بجامعة المنيا عن سابقه، حيث أكد أن هذه الأمور ليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بالطب، وهي لا تخرج عن نطاق الدجل الشعوذة.

وأضاف، إن هذه الأفعال تسبب أضرار والتهابات شديدة تصل لمرحلة التسمم الدموى، الذي قد يسبب الوفاة.

ورجح أستاذ مساعد النساء والتوليد بجامعة المنيا، أن قطعة الصوف التي يتم وضعها هي محتوية على سائل منوي لشخص غير معروف، ولا يتم وضعها في الرحم، ولكن يتم وضعها بداخل المهبل.

وأكد أن الدجالات يقمن باستغلال وجود مشكلة في الإنجاب لدي الزوج، وتقوم بوضع السائل المنوي لشخص أخر به بغرض إحداث حمل، وطالب السيدات بالبعد عن هولاء الأشخاص، واللجوء للأطباء الذين يكونوا حريصين أشد الحرص على حياة السيدة، وصحة جهازها التناسلي، بعيدًا عن أي خرافات أو شعوذة، وبعيدًا عن الطرق الغير مشروعة التي يتم بها إحداث الحمل.