نعم غاب الصوت وعم الشتات، ونُفِي وجهي خلف صمت الدموع، لا آهٍ تُطلق ولا ترنيمة تُتلى.
أذكر هذا السائق الذي افترض كلمة لم أنطقها، وهذا البائع الذي أعطاني مطلبي دون أن يتحدث، وهذه العجوز التي مدت يدها إلي كي تعبر الطريق، وقامت الابتسامات بفعل كل شيء.
إلى متى سأظل هكذا؟ أقضي الكثير من الوقت بالخارج حتى أبعد عن الاختلاء بذاتي؟.. قالها هاشم وهو يُحرك مفتاحه في باب بيته حين عودته متأخراً.
ارتفع صوت الهاتف بعد أن حولت المساعدة إليه المكالمة،فالتقط السماعة غير مبالٍ بصاحب أو صاحبة الصوت القادم، إلى أن توقفت أصابعه وراح رأسه المشحون بالحلم داخله منذ سنوات بالشرود..
كنا وردات صغيرة تتفتح أوراقها حديثاً للحياة، نتوق للحرية والاستقلال، نضجت أجسادنا ولم تنضج عقولنا بعد، نجتمع مع الكبار دقائق قليلة خلسة كي نسمع بعض المسكوت عنه علّنا نجد بعض إجابات لما يدور في ...
أيها القابع خلف ذاكرتي وأيامي، كيف وجدت فراقي واحتجابي؟ هل ما زلت تظن أنك ثَمِلْت في قلبي دهراً؟ ماذا يفزعك... هل أرهبك صمتي واختفائي؟ إلى أي شيء هفت روحك؟ أنا أعلم إلى ما تشتاق، ...
في ليلة شتاء قارس كنا نبحث أنا وأخي مع أمي عن وسائل للتدفئة، فقد كان منزلنا القديم والحبيب أيضاً هو بيت عائلة والدي، فقد كان أقدم شيء في الحي، ولكن أمي كانت تُشعرنا أننا بقصر فخم. فكانت ...