بقلم مريم النويمي: أعلى الخدمات الصحية لا تبددها أمنية حاج

أداء فريضة الحج، هي الأمنية الأعظم لكثير من المسلمين في شتى بقاع الأرض، والقدرة على أدائها تختلف من إنسان لآخر. ولأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، جعل الحج (لمن استطاع إليه سبيلًا).

ولحرص الحكومة السعودية ووزارة الصحة على سلامة الحجيج، كان من شروط التقدم للحج عدم إصابة الحاج بأمراض خطيرة قد تمنعه من أداء شعائر الحج أو ربما تهدد حياته، مثل:

* الفشل الكلوي المتقدم.

* فشل القلب.

* أمراض الرئة المزمنة.

* تليف الكبد المتقدم.

* الأمراض العصبية الشديدة.

* الشيخوخة المصحوبة بالخرف.

هذه الأمراض بحد ذاتها، تهدد حياة صاحبها، فكيف إذا كان حاجًا! إلا أن أصحاب هذه الأمراض وكبار السن الذين أمضوا جل حياتهم يجمعون المال ليحجوا الفريضة، لهم رأي آخر، أمنيتهم ليست فقط الحج، بل منهم من يأتي بحلم أن يموت بجوار الكعبة، أو على جبل عرفة، يريدون خاتمة حسنة في الأرض المباركة، يرغبون في الرحيل كيوم ولدتهم أمهاتهم.

أعلى وأجود الخدمات الصحية وفرتها الحكومة السعودية، وكثير من الحجاج أجروا عمليات جراحية أثناء أدائهم مناسك الحج، وأتموا حجهم بكل يسر، بفضل التسهيلات التي تقدمها كل الجهات الحكومية المشاركة في الحج. مستشفيات المشاعر ومركزا المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، شهدت الكثير من حالات الإنعاش القلبي والرئوي لحالات كانت على وشك الموت فكتب الله لبعضهم العيش، وقبض من كُتب عليه الموت. الغريب أن من نجا منهم تمنى لو أنه تُرك ليموت. من أغرب ما سمعت، أن معتمرا كبيرا في السن، رفع شكوى ضد طبيب قام بإنعاشه حينما سقط في الحرم المكي! رغب في الموت بتلك اللحظة، أحب لو أنه وجد نفسه في الجنة، هو لا يعرف إن كان في العمر ما يكفي ليعود ويموت في المكان نفسه وعلى الحال ذاتها! هل سيكون محظوظًا لهذا الحد!.

بين ما تتمناه هذه الفئة من الحجاج وما تطمح له وزارة الصحة، فرق شاسع، فقد وزعت وزارة الصحة أكثر من 32 ألف ممارس صحي وإداري على مختلف المنشآت والمراكز الصحية، منهم أكثر من 5000 طبيب من تخصصات مختلفة لتقديم الرعاية الصحية اللازمة على مدار الساعة في 183 منشأة صحية، منها 32 مستشفى و151 مركزًا صحيًا و6 عيادات متنقلة، مزودة بأحدث التقنيات الطبية، لضمان تقديم الرعاية الصحية العاجلة والفعالة. فيما بلغت الطاقة الاستيعابية لهذه المنشآت أكثر من 6400 سرير موزعة على جميع المستشفيات والمراكز، تشمل أسرّة العناية المركزة والطوارئ وأسرّة مخصصة لضربات الشمس.

الممارسون الصحيون المكلفون في المشاعر، يعودون محملين بالقصص الجميلة، يروون كيف تلد النساء في يوم عرفة أو في مشعر منى. اخترن أن يضعن مواليدهن في البقعة المباركة. حتى الأسماء لها علاقة مباشرة بالمكان والتاريخ، فتكون الأنثى إما (عرفة أو منى) وإن كان ذكرًا سمي (عيد). لا أحد يستطيع أن ينسى دعوة حاج له في يوم عرفة، يكاد أن يجزم أنها سبب تحقيق ما كان يحلم به.

العمل في الحج وخدمة الحجيج متعة لا تضاهيها متعة، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم أثناء تأدية الحج وعودتهم سالمين غانمين لديارهم بعد أداء فريضتهم، هو الهدف الأول للحكومة السعودية وشعبها.

حفظ الله السعودية وقيادتها، وتقبل من الحجيج حجهم.

نقلا عن الوطن السعودية