سناء بطرس... أول مصرية تحصل على جائزة الاتحاد الإفريقي للمرأة في العلوم
دخلت مجالًا علميًا، أصعب ما فيه إنه ليس له نهاية، فلا يعترف بالدرجات العلمية المعهودة، فلا يقف على البكالوريوس، فهو لا يساوي شيء من دون ماجستير ودكتوراه، نافست على المستوى الدولي والإقليمي، ولم تكتفِ بالمنافسة على المستوى المحلي، ليكون لها يصمتها الخاصة، وتصبح أول مصرية تحصل على جائزة الاتحاد الإفريقي للمرأة في العلوم عن شمال أفريقيا... إنها سناء بطرس.
سناء ثابت بطرس، ولدت في محافظة صعيدية، عشقت العزف على البيانو، لكن التقاليد منعتها من الالتحاق بمعهد الموسيقى، فدخلت كلية الطب وتخرجت منها، ثم التحقت بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث عام 1972، وحصلت على درجة الدكتوراه حول "تأثير العقاقير التي تستخدم في علاج مرض البلهارسيا على التفاعلات المناعية للمريض" عام 1980، ووصلت إلى عقار لعلاج البلهارسيا، ونجحت في الحصول على تمويل من هيئة المعونة الأمريكية والمفوضية الأوروبية ومعهد الصحة القومي بأمريكا للاستمرار في أبحاثها، ثم انضمت إلى دورة تدريبية في وحدة أبحاث البحرية الأمريكية لاستكمال أبحاثها.
هى من أسست قسم الفارماكولوجي بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث عام 1977، كما أسست لجنة أخلاقيات البحث العلمي منذ عام 2006، وترأسها حتى الآن، كما أنها عضوة في الجمعية العالمية للفارماكولوجيا المناعية، كما أنها عضوة في الجمعية العالمية للفارماكولوجيا المناعية، وكرمها المعهد البيوجرافي الأمريكي بالولايات المتحدة، كإحدى القيادات النسائية البارزة لعام 1992، كما حصلت على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الطبية من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عام 1997، ومنحتها نقابة الأطباء شهادة تقدير عام 1998، بالإضافة إلى جائزة من منظمة المرأة العربية، وجائزة من الاتحاد الأفريقى وجائزة الدولة التشجيعية، تقديرا لجهودها فى مجال عملها.
أفنت أكثر من ثلاثين عامًا في المعامل وإتمام الأبحاث خلال مشوارها العلمى، فقدمت أكثر من 60 بحثًا، تدور حول اختبار واستحداث نظم علاجية متقدمة لعلاج مرض البلهارسيا، وديناميكية العقاقير المضادة للبلهارسيا والمستخدمة في علاج أمراض الكبد المزمنة.
لم تقف فى سعيها على المستوى العلمي داخل مصر، حيث شاركت في مشروعات مع هيئات دولية كثيرة مثل المفوضية الأوروبية وهي مشروعات تفتخر بها منظمة الصحة العالمية، باعتبارها أول منسق لمشروع بحثي ممول من المفوضية الأوروبية، لأن عادة المشروعات التي تمولها المفوضية ومنظمة الصحة العالمية لابد أن تكون أوروبية، لذا هي أول سيدة عربية تعمل منسقًا لمشروع بحثي ممول من المفوضية الأوروبية.
كما عملت على المستوى الأفريقي من خلال المنتدى الإفريقي لاكتشاف عقاقير ومواد تشخيصية جديدة برعاية منظمة الصحة العالمية، وكان الغرض منها الوصول إلى عقاقير جديدة ومواد تشخيصية جديدة لعلاج أمراض القارة الأفريقية لأن المجتمع الغربي لا يهمه عمل عقاقير لمثل هذه الأمراض، كما أنه عندما تكتشف عقاقير لهذه الأمراض تكون غير مربحة، لذا الغرب لا يهتم بها.
أول منسق (غير أوروبى) لمشروع ممول من الاتحاد الأوروبى، وذلك في أحد مشروعات "إيرا-وايد" من برنامج FP7، وأنشأت وحدة تقييم الأدوية واكتشافها في معهد تيودوربلهارس للأبحاث الذي عينته منظمة الصحة العالمية والشبكة الأفريقية للابتكار في مجال الأدوية والتشخيص (أندي) كمركز للتميز في مجال البحث والتطوير لمضادات الديدان المفلطحة.
تعتبر سناء بطرس واحدة من خبراء منظمة الصحة العالمية في منصات الابتكار والتكنولوجيا للتدخلات الصحية في الأمراض المعدية بالمناطق الفقيرة، وعملت مستشارة مؤقتة وعضو فريق العمل في مبادرة أدوية مكافحة الديدان الطفيلية التابعة لليونيسيف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية والشبكة الإفريقية للابتكارات المتعلقة بالأدوية والتشخيص (أندي)، وترأست لجنة أخلاقيات البحث العلمى في عام 2002.
حصلت على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الطبية الأساسية عام 1997، وكانت أول مصرية تحصل على جائزة الاتحاد الإفريقي للمرأة في العلوم عن شمال إفريقيا لعام 2000، ونالت جائزة منظمة المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا لعام 2008، وحصلت على جائزة الدولة التقديرية عام 2018، والجائزة الإقليمية لعلماء الإتحاد الأفريقي في علوم الأرض والحياة لعام 2009.
كما حصلت على جائزة الشبكة الأفريقية للابتكار في مجال الأدوية والتشخيص 2011 وجائزة معهد تيودور بلهارس التقديرية 2014 وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم التكنولوجية المتقدمة التى تخدم العلوم الطبية عام 2015، كما نجحت فى الحصول على زمالة "لوريال يونيسكو" ٢٠١٩ فى مجال العلوم، كرمها الرئيس السيسى فى احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية لعام 2019 كأحد أبرز الشخصيات النسائية التي ساهمت فى رفعة الوطن.