الأربعاء 02 أكتوبر 2024 الموافق 29 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

خبيرة «اليونسكو» فوزية العشماوي.. راهبة في مِحراب الإسلام والعلم

الخميس 28/يناير/2021 - 05:58 م
هير نيوز


ما أكثر النساء اللواتي أبرزهن دورهن فى مجالات متنوعة، بعضها متناقضًا مع البعض الآخر، وقد استطعن تحقيق ذلك لاتصافهن بسمات تميزهن عن غيرهن، منها امتلاك الذكاء والإرادة الحديدية التي تمكن الإنسان من تخطي كل العقبات وتجاوز جميع الصعاب.

شخصية هذه السطور، واحدة من النمازج المصرية المتميزة التي أثبتت نجاحها وتخطت شهرتها حدود المحلية حيث تبوأت العديد من المناصب الرفيعة خارج بلدها، وأثبت أنها قادرة على العمل بكفاءة، فكانت الأولى والسباقة، في العديد من المجالات.

إنها الدكتورة فوزية العشماوي أستاذة للأدب العربي والحضارة الإسلامية في جامعة جنيف بسويسرا، وخبيرة البحث والترجمة والكتب التعليمية في اليونسكو.

ولدت "العشماوي" بمدينة الإسكندرية لأب مصري وأم من أصول سورية تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة الراهبات الكاثوليك، التي كانت تهتم بالتعليم باللغات الأجنبية، وساعدها هذا على الالتحاق بقسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية.

تعرفت في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية على عبد العزيز أبو زيد، وعاشت معه قصة حب سرعان ما تكلّلت بالزواج، وأنجبت طفلين، وتم تعيين زوجها في كلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر، التي أرسلته في منحة دراسية إلى سويسرا للحصول على الدكتوراه، ورافقت زوجها في سفره عام 1972.

لم تكتفي فوزية العشماوي بحصولها على ليسانس في الآداب من جامعة الإسكندرية عام 1965 بل أصرت علي استكمال حلمها وتحقيق النجاحات ودرست في كلية الآداب بجامعة جنيف واختارت تخصص العلوم الإنسانية بعد أن أحبته كثيرًا.

حصلت على درجة الماجستير، وكان موضوعها "شخصية النبي محمد في الأدب الفرنسي"، ثم الدكتوراه وكانت الأطروحة حول "تطور أوضاع المرأة المصرية من خلال أدب نجيب محفوظ". ولم يقف طموحها عند هذا الحد، بحيث عملت مترجمة في السفارتين السعودية والإماراتية، وواصلت تفوّقها الجامعي حتى أصبحت رئيسًا لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الآداب في جامعة جنيف، وخبيرة تربوية في منظّمتَي "اليونسكو" و"الإيسيسكو"، ولدى اللجنة الأوروبية المشتركة في بروكسل، وتم اختيارها رئيسًا للجالية المصرية في سويسرا، ورئيسًا للمنتدى الأوروبي للمرأة العربية والمسلمة، كما عُيّنتُ في منصب الأمين العام المساعد للاتحاد الإسلامي الأوروبي لاهتمامي بقضايا المرأة، من خلال عملها في أكاديمية جنيف العلمية.

كما شغلت عضوًا في كلٍ من: جمعية سويسرا والشرق الأوسط، المركز الثقافي الأوروبي في سويسرا، والجمعية الثقافية المصرية- السويسرية كما تعدي إحدى المشاركات بفعاليات مؤتمر "مصر تستطيع بالتاء المربوطة" ‏والذي انعقد في يوليو 2017 وتم تكريمها من قبل وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم.

كما عملت سفيرة الإسلام والمدافع عن المرأة المسلمة، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي، من جامعة جنيف، عام 1983 بعنوان "تطور المرأة والمجتمع المصري المعاصر"، بعد حصولها على درجتي اليسانس من كلية الآداب في اللغة الفرنسية من جامعة الإسكندرية، والماجستير من جامعة القاهرة.. عملت مترجمة ومستشارة لدى الأمم المتحدة، سفارة الممكلة العربية السعودية، جنيف.

فيما حصلت على لقب أستاذ اللغة العربية والأدب العربي الحديث، بكلية الآداب جامعة جنيف، وكبير باحثي المفوضية الأوروبية في الخارج، وخبير الكتب التعليمية، إيسيسكو بالمغرب، وخبير الكتب التعليمية باليونسكو والجامعة العربية. وكبير الباحثين في الخارج، اليونسكو.

كما نالت العديد من التكريمات والجوائز منها وسام الشرف للعلوم والآداب، مصر (2008)، وجائزة نادي الروتاري، نادي روتاري ماريوت الإسكندرية، (2008)، وجائزة سفيرة الإسلام، مؤسسة العدالة والسلام، دبلن (2010)، وجائزة Visionary of Peace، مؤتمر فيينا (2012).

وألفت "العشماوي" ما يقرب من 20 كتابًا باللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية من ضمنها ترجمة رواية ميرامار لنجيب محفوظ إلى اللغة الفرنسية وترجمة كتاب "الزواج والطلاق في مصر القديمة" إلى اللغة الفرنسية.

كما تناولت في كتبها دور المرأة في الثقافة الإسلامية وحقوق الإنسان في الإسلام كما ألفت كتاب عن دراسة مقارنة بين الكتب التعليمية عن صورة الآخر في سبع دول في حوض البحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى أكثر من كتاب عن الاسلام في العالم الغربي منها الأصوات الإسلامية في سويسرا، وظهور الإسلام في أوروبا.

وقالت: "إن سيدات مصر النابهات المقيمات في الخارج يعتبرن أنفسهن سفيرات لمصر في الخارج، للترويج للسياحة وإزالة الصورة الخاطئة عن مصر".

وأجرت العشماوي عدة أبحاث دولية لتسليط الضوء على الدور الذي تقوم به المرأة المصرية في المجتمع على مختلف العصور، وعملت في مدينة جينيف السويسرية منذ 42 عامًا، وحصلت على ليسانس الآداب الفرنسي، ثم الماجستير والدكتوراه، وتم اختيارها فيما بعد معيدة بالجامعة.

وأضافت "العشماوي"، من هنا جاءت الفكرة إلى عمل بحث كامل عن تطور المرأة ودروها في المجتمع المصرى، لما لها من دور فاعل ومؤثر في تنمية الوعي، وشمل هذا جميع العصور بداية من العصر الفرعوني انتهاء بالعصر الحديث مرورا بالعصر الإسلامي والقبطي.

وأشارت إلى أنها استعانت بالعديد من أمهات الكتب في مختلف المجالات، إلا أنها اعتمدت على ثلاثية الأديب العالمي المصري نجيب محفوظ بالإضافة إلى روايته الشهيرة "ميرامار" لكي تلمس بعمق طبيعة هذا الدور الذي لعبته المرأة المصرية خاصة في العصر الحديث.

ads