«زادي» عن الموت بـ«كورونا»: قاطع طريق يتقي شره من يدفع أكثر
الثلاثاء 26/يناير/2021 - 07:08 م
إسلام علام
صدر مُؤخرًا كتاب تنويهات للكاتبة الإنجليزية "زادي سميث" عن دار "بنجوين"، ويضم 6 مقالات تستقصي الحياة في زمن الكورونا الذي أجبر الروائية والكاتبة البريطانية زادي سميث على العودة إلى مدينتها لندن تاركًة نيويورك، حيث تعمل بالتدريس ضمن برنامج الكتابة الإبداعية في جامعة نيويورك.
يدور كتابها "تنويهات" حول آثار الأزمة التي ألقت بظلالها على الإبداع، كما تقدم بعض التفسيرات السياسية المصاحبة لها، وتبدأ مقالها الأول باللحظات التي سبقت الإغلاق الكامل في مدينة نيويورك, التي سرعان ما تحولت إلى بؤرة تفشي الوباء داخل الولايات المتحدة، فراحت تتوالى أولاً بأول المستجدات المتعلّقة بالخسائر البشرية من خلال جداول إحصائية قابلة للزيادة.
لا تخفي" زادي" في مقالاتها تعاطفها مع الأجيال القادمة التي ولدت في قرن بائس كهذا, فهذه الأجيال كما تراها تعيش الآن الأزمات الراهنة بعيون مرتجفة وقلقة على مستقبل شديد التعقيد والهشاشة، فتكتب: "لقد كان الوعد المطلق للشباب الأميركي - الوعد الذي أتقنت أفلام السينما والإعلانات التجارية والنشرات الجامعية التعبير عنه بصورة دقيقة- مجرد أكذوبة جوفاء استمرت زمنا طويلًا، حتى أنني تنبهت مؤخرًا إلى أن طلابي أصبحوا يتندرون عليه بسخرية مريرة، سخرية تليق بكبار السن أو المحاربين القدامي".
وأسوأ ما في الأمر كما تشير "زادي"، أن الموت لا يظهر هنا في صورة العادل العظيم، بل كقاطع طريق يمكن لمن يدفع أكثر أن يتقي شره، كما تسلط المقالات الضوء على بؤسنا الجماعي، فنحن في هذا الشقاء معًا، لكن كل بمفرده، حيث التعاسة عدو يحيك لكل شخص منا ثوبه الخاص، ومن منا لا يحب التباهي بثيابه الخاصة؟
كما تتناول "زادي" النهايات البالية لحياتنا التي تركناها خلفنا في يناير وفبراير قبل تفشي المرض، وحياة الترف التي اعتبرناها أمرًا واقعًا غير قابل للنقاش، ومن كنا نعتبرهم هامشيين إلى أن تبينا أن وجودهم حيوي أكثر مما كنا نعتقد.
كما تقدم نموذج جميل في أحد المقالات الست، وهي مقارنة بين الفيروس الطبيعي وبين الفيروس الصناعي الذي ابتكره الإنسان ألا وهو الكراهية، فكلاهما قاس وغير ومرئي كما أنهما قاتلان، وهذه من عجائب 2020.
ومما يشار إليه أن زادي سميث كاتبة روائية وقصصية إنجليزية أصبحت سميث زميلة في الجمعية الملكية للآدب في عام 2002، كما أدرجت على قائمة جرانتا "لأفضل 20 كاتب شاب" لمرتين، وقد فازت بجائزة أورانج للرواية, وجائزة الكتاب أنسيفيلدوولف في عام 2006، وأدرجت روايتها الشهيرة "الأسنان البيضاء" في مجلة التايم البريطانية ضمن قائمة أفضل 100 رواية باللغة الإنجليزية.