صباح زوين | شاعرة لبنانية تعرف 6 لغات وقتلها السرطان
الأحد 14/يناير/2024 - 11:31 ص
وائل كمال
صباح الخراط زوين شاعرة وكاتبة وناقدة وصحافية لبنانية راحلة (1955 - 2014)، قصائدها مترجمة في انطولوجيات مختلفة من فرنسية وإنكليزية وأميركية واسبانية وألمانية وبرتغالية وهولندية وسويدية، وحائزة رتبة ماجستير في السوسيولوجيا من جامعة كومون ويلث
من هي صباح الخراط زوين؟
ولدت صباح الخراط زوين في المروج ـ لبنان في العام 1955، من أب لبناني وأم أسبانية، وتعلمت في مدارس الرهبات اللبنانية، وأكملت دراستها الجامعية في فرنسا وكندا.
هاجرت إلى كندا لسنوات، ثم عادت إلى بيروت. شغفت باللغة والشعر منذ بدايتها، وأصدرت 12 مجموعة شعرية عدا الترجمات والأنطولوجيات.
عملت في جريدة النهار (الصفحة الثقافية) بين 1986 و2004، في كل من النقد الأدبي، والسينمائي. وعملت في الترجمة (الترجمة الصحافية، لكنها ترجمت أيضا كتبا من شعر ورواية وسوسيولوجيا.
راسلت بشكل غير ملتزم: جريدة السفير، وجرائد ومجلات لبنانية وعربية أخرى، وشاركت في مهرجانات شعرية عالمية عدة، وألقت محاضرات أدبية في الجامعات اللبنانية والأوروبية.
تعرف ست لغات: إضافة إلى العربية، الفرنسية، الإنكليزية، الإسبانية، الإيطالية، الألمانية. وتناولَ شعرَها كلٌ من النقد الأكاديمي والنقد الصحافي، وفيها قيل، على سبيل المثال، انها: «جريئة في تناول الجملة العربية كما تناولتها».
اشتغلت على ترجمات عن الفرنسية والإسبانية، وأصدرت أنطولوجيات عدة، كانت واحدة منها عن الشعر اللبناني، وثانية جمعت فيها 30 شاعراً لبنانياً مع العدد نفسه من شعراء الأرجنتين، وثالثة بالفرنسية حملت عنوان «أصوات لبنانية معاصرة».
كتبت ديوانها الأخير «عندما الذاكرة وعندما عتبات الشمس» خلال معاناتها من مرض السرطان الذي أودى بها.
الشاعرة زوين شاعرة خصبة ومتنوعة الإنتاج، لكن ما يميزها، بحسب الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين هو أسلوبها في الكتابة وطريقتها في تشكيل النص الشعري من نتف الكلمات ونتف الجمل، ودخولها في مغامرة كتابية من الاختزال اللغوي والنحوي معاً، أساسه اللعثمة، والجمل الناقصة، والتركيب الذي يُضمر أكثر مما يُظهر. وهو أسلوب اختصت به زوين في باب التجريب الشعري الحديث في قصيدة النثر العربية.
ويلاحظ القارئ لشعرها ظلالاً على كتابتها من شوقي أبي شقرا، في شكل خاص، ومن أنسي الحاج، ولعلّ أثراً أسلوبياً من العهد القديم والجديد، مترجمين إلى العربية، ظهر في تركيب الجملة في كتابتها، كقولها:
كانت نافذة/ وكانت عتمة داخل النافذة/ أما الرصيف/ فمبلل بعد مطر كان/ وفي غيابك أنا كنت
كتبت زوين عدداً من دواوينها الأولى بالفرنسية، فصدر لها أربع مجموعات شعرية قبل أن تبدأ الكتابة بالعربية، وترجمت هي نفسها دواوينها التي وضعتها بالفرنسية إلى العربية. لكنّ كلمة «ترجمة» تجاه هذا العمل لا تفي بالموضوع، وربما الأصح أنها عادت فكتبتها بالعربية.
يلوح لنا شكل من المتوالية التعبيرية بين لغتين في شعر صباح خراط زوين، ما يعنــي أن تقنية التفتيت والتفكيك، وقضم الجمل من أطرافها، وقضم المشاهد والموضوعات، هي صدى لصراع ذات الذات، وهي الذات الشعرية المتمثلة في الذات، على ما يرى نوفاليس، ويذكره باشلار في كتابه «شاعرية أحلام اليقظة». ولعلها بين شاعرات جيلها - بحسب محمود شريح - في الصف الأول لجهة صلابة عبارتها، وشفافيتها في آن واحد. فلصباح ثقافة عالية ومراس عنيد، أحدثت في نص الحداثة تحولاً جذرياً. جاءت بصمت وغادرت بصمت، لكن تبقى قصيدتها على مدى ثلاثة عقود مرجعاً أساسياً لرسم اتجاه سهم الحداثة منذ الخمسينيات من القرن المنصرم.
أعمال صباح الخراط زوين
أصدرت زوين العديد من الأعمال الشعرية والمترجمة، منها:
على رصيف عار - 1983
هيام أو وثنية - 1985
لكن - 1986
كما لو ان خللا، أو في خلل المكان - 1988
ما زال الوقت ضائعا - 1992
البيت المائل والوقت والجدران - 1995
بدءاَ من. أو، ربما - 1998
في محاولة مني - 2006
كلّما أنتِ، وكلّما انحنيتِ على أحرفكِ – 2011
عندما الذاكرة وعندما عتبات الشمس - 2014
ولها أيضًا:
عتبات - (بروكسيل بلجيكا - شباط 2009)، وضم بعضَ قصائدها في لغات ثلاث: العربية، وفي ترجمتين فرنسية ونيرلندية عن مؤسسة «هيت بيسكريف».
كتيّب يضم مختارات من قصائدها في اللغة الإسبانية-الكتالانية- (برسلونا - أيار 2005)
نقدم لكم من خلال موقع هير نيوز، أخبار وتقارير، صاحبة المعالى، منوعات، فن وثقافة، كلام ستات، بنات، هير فاشون، حوادث، رياضة، صحتك، مال وأعمال، توك شو، مقالات، دنيا ودين.