استخدام «البخور» لطرد «الجن والشياطين» حلال أم حرام ؟.. «الإفتاء» تُجيب
الأحد 24/يناير/2021 - 10:58 م
شريف حمادة
ينتشر بين المصريين وعدد كبير من الدول العربية ودول أخرى مثل الهند وباكستان استخدام البخور في المنازل خاصة ليلة الخميس أو صباح الجمعة، بدعوى طرد الشياطين فهل البخور فعلًا تطرد الجن والشياطين من البيوت والمساجد وغيرها من الأماكن، وبالطبع هناك خلاف منذ الأزل حول استخدام البخور خاصة أنه يُستخدم كطقس رئيسي بل ومهم في طقوس السحر، ويستخدمه أيضًا بعض المُعالجين في علاج المصابين بالمس والسحر والعين.
وكان الشيخ العلامة الفقيه صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، قد أفتى أن استخدام البخور لطرد الجن حرام ولا يجوز استخدامه، وأن الجن يطرد بالاستعاذة بالله منهم وقراءة القرآن الكريم وذكر الله عز وجل يطردهم، أما البخور ما له أصل وهو بدعة.
من جانبه قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، ردًا على سؤال سيدة أرسلته على موقع التواصل الاجتماعي لدار الإفتاء "فيس بوك" أنها تستخدم البخور كما تعودت من والدتها لطرد الشياطين من المنزل ومنع الحسد وضد العين فهل هذا حلال أم حرام؟، إنه لا يعلم لهذا العمل أصلًا شرعيًّا، والواجب تركه؛ لكونه من الخرافات التي لا أصل لها، وإنما تطرد الشياطين بالإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن، والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
وأضاف أنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من نزل منزلًا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك»، وقال له رجل: يا رسول الله، ماذا لقيت البارحة من لدغة عقرب، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: «أما إنك لو قلت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك»، وقال عليه الصلاة والسلام: من قال حين يصبح: «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح».
وأكد الدكتور محمود شلبي: "إن كان المقصود استخدام البخور الطيبة كالعود والمسك والورد الطائفي ونحوه، فلا حرج فيه، وهو من الأسباب المباحة التي لا تتعارض مع الأحكام الشرعية، شريطة أن لا يعتقد فيها بالنفع والضر، بسبب أن الشياطين تكره الرائحة الطيبة لخبث أرواحها.
وأشار أمين الفتوى إلى أن ابن القيم قال:وفي الطيب من الخاصية، أن الملائكة تحبه، والشياطين تنفر عنه، وأحب شيء إلى الشياطين الرائحة المنتنة الكريهة، فالأرواح الطيبة تحب الرائحة الطيبة، والأرواح الخبيثة تحب الرائحة الخبيثة، وكل روح تميل إلى ما يناسبها، فالخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين، والطيبون للطيبات وهذا وإن كان في النساء والرجال، فإنه يتناول الأعمال والأقوال، والمطاعم والمشارب، والملابس والروائح، (إما بعموم لفظه، أو بعموم معناه) (الطب النبوي – ص 281).
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -: (إن الدواء سبب للشفاء، والأسباب إما أن تكون شرعية كالقرآن الكريم والدعاء، وإما أن تكون حسية كالأدوية المادية المعلومة عن طريق الشرع كالعسل أو عن طريق التجارب مثل كثير من الأدوية وهذا النوع لا بد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس صح أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى، أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال ويهون عليه المرض وربما ينبسط السرور النفسي على المرض فيزول فهذا لا يجوز الاعتماد عليه ولا إثبات كونه دواء لا ينساب الإنسان وراء الأوهام والخيالات ولهذا نهى عن لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع المرض أو دفعه،وأما إذا كان المقصود بالبخور التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من إصابة العين، فلا يجوز.
وأكد كثير من العلماء أن هناك علاقة وطيدة بين استخدام البخور وجلب الجن، لذلك يشيع حرق البخور بين السحرة والمُنجمين عند استحضار الجن والشياطين، فبمجرد حرق أنواع معينة منه، وتلاوة بعض التعويذات التي تأتي بالجن إلى الساحر، فالبخور قربان يتقرب به الساحر إلى شياطين الجن، باعتباره أحد طقوس السحر وعبادة الشيطان.
ويوجد صلة وثيقة بالجن والعفاريت وأنواع البخور المتعددة، فكل ما هو بخور يستخدم في أعمال الجن والعفاريت، فمثلًا يستخدم بخور «القنفذ المحنط» لطرد الجان، إلى جانب الجاوي التناحري.
كما يزعم بعض المعالجين أن بخور عود الصليبة الهندي وعرق المحبة يطرد الجان، ويشفي المُصاب بالصرع إذا تبخر به ويجلب الحبيب والجاه والسلطان، وكذلك الزعفران الهندي، الذي يستخدم لكتابة الأعمال والسحر وفك المربوط واستحضار الجن وطرده، إلى جانب عين العفريت ولبان الدكر ولبان النتاية وحب الكنائس وجوزة الطيب.
- أنواع البخور الروحانية
ويؤكد بعض السحرة أن هناك أنواع للبخور الروحانية مثل: عرق الصندل، وعرق الزعفران، وعرق العنبر، وعرق المسك تتميز بأن لكل منها مهمة وخدامًا خاصين من الجن وأعمال محددة تُحرق من أجلها، فلكل عمل سحري بخوره الخاص وخدامه من الجن.
ويحب الجن الصالح أو غير المؤذي البخور ذا الرائحة العطرة مثل: اللبان الذكر والكسبرة والجاوي والمستكة، والعنبر والمسك والزعفران وغيرها، أما الجن الكافر والمؤذي وخُدام الأسحار فيحبون بخور الصبر والمر والحلتيت وغيرها من الروائح الكريهة.
- استخدامات البخور:
- يستخدم البخور منذ زمن طويل في تعطير وتطييب المنازل والمساجد.
- استخدمه القدماء المصريون بغرض تعثيم المقابر الفرعونية.
- يستخدم في القضاء على الميكروبات والجراثيم.
- يستخدم في بعض المناطق الزراعية للقضاء على الحشرات والناموس والبعوض.
- يستخدم في القضاء على بعض الروائح المزعجة لبعض الأكلات كرائحة الأسماك، ورائحة الشوي، ورائحة البصل.
- تعتبر اليابان من أكثر دول العالم استيرادًا للبخور، فهم يستخدمونها بكميات هائلة لإحياء الطقوس الدينية لديهم.
- وتستخدمه الهند في حرث جثث الشخصيات المشهورة بعد الوفاة.