الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

حينما تصرخ الزوجة «اطبخى يا جارية كلف يا سيدي»

الجمعة 15/ديسمبر/2023 - 10:51 م
محمود عبد الحليم
محمود عبد الحليم

ربما تكون العشرة المستحيلة جعلتها تفكر في الانفصال وترك هذا الرجل الذي تمادى في إهانتها سنوات عديدة، وتحملت هي كل السخافات، وربما كانت دموعها تبلل الوسادة، التي كانت خير شاهد على هذه الأيام الصعبة.

وبعد لحظات من الانفصال، جلست مع نفسها تفكر، هل كان هذا القرار صحيحا؟

شردت ووضعت رأسها على وسادتها، وسمعت صوته يأتي من أخر الصالة: "أين أنتي يا هانم"، مع أن اسمها هالة، فانتفضت من مكانها وهرولت إليه، وقالت: "حمد الله على السلامة"، لم يرد كعادته، فرمقته بنظرة غاضبة، وقالت متسائلة: "أحضرلك العشاء؟"، فرد لها نفس النظرة الغاضبة، قائلا: "والله أنا جاي من الشغل وليس من عند أمى الله يرحمها".

تنهدت وقالت: "حاضر.. دقائق والعشاء يكون جاهز".

هو كعادته: "يارب يكون عشاء يليق برجل شقيان طول النهار من الساعة 6 ص الى الساعة 12 صباح اليوم التالى".

هي: "ربنا يقويك ويعينك".

هو: "الحمد لله على الصحة بس على الله الواحد يتشال لما يكبر ويبقى عجوز".

هو: "كيف حال الأولاد"

هي: "الحمد لله كلهم بخير بنفسك.. هما بس كانوا عايزين فلوس حوالى 2000 جنيه، أشرف عايز 600 ضروري، ومروة 800، ونجلاء 600".

ينظر لها بغيظ ويقول: "حاضر ويقلب فى جيوبه: "اتفضلى ربنا يجعله بفايدة".

وبعد صمت وتردد تقول: "وأنا كنت عايزة 1000 جنيه عشان مصروف البيت خلص".

وهنا ينفعل: طبعا المال السايب، وإنتي مش عارفة قيمة الفلوس، كل أسبوع الفلوس خلصت وهات وهات، لما خلاص الواحد قرب يصاب بمرض الهتهات".

وهنا انفجرت بلا وعي: "أعمل إيه أكتر من كدة، أنا بعمل المستحيل عشان تمشى الدنيا، إنت عارف الأسعار وصلت لفين، إنت كل اللى يهمك تيجى تلاقى أكل يليق برجل شقيان، قال اطبخي يا جارية كلف يا سيدي، أنا تعبت تحمل مسؤولية زوج وأولاد وغلاء أسعار وضيوف من هنا وهناك"، ثم صرخت: "قولى أعمل إيه؟"

هو يتعجب من هذا الرد الذى لم يسمعه على مدار عشرين سنة زواج.  

وصرخت: "اسمع، أنا عايز أتطلق، أنا بطلب الطلاق، أنا ممكن تجيلى جلطة بسبب أسلوبك وطريقتك معايا، أنا زهقت يا أخى".

جلس هو دون أن يقول كلمة واحدة، واكتفى بالنظر إليها متعجبا ومتحيرا.

وسألها: " إنتي عاوزة الطلاق بجد؟".

هي: "أه.. عاوزة اتطلق.. تعبت".  

فدخل غرفته وجمع اغراضه الشخصية  

وغادر المنزل الذى يحمل ذكريات 20 سنة، وعلى باب الشقة نظر لها، وقال: "سأرسل لكم المصروف الشهري، وقولي لأولادى إني سافرت فى مهمة لمدة 6 شهور ربما تزيد"، وأغلق الباب وخرج.  

وجلست هى تردد 
هل يصح بعد سنوات تجاوزت العشرين أن أطلب الطلاق؟

هل تحملت ما لا يتحمله بشر؟

هل احس هو بالندم بعد الانفصال؟

دارت في رأسها هذه الأسئلة كلها بعدما ترك المنزل ورحل، وكانت الإجابات كلها في صالحه، فطلبت زوجها وعشرة عمرها على الهاتف، ولكن، جاءتها الرسالة البغيضة: "لرقم الذي تحاول الاتصال به ربما يكون مغلقا".

ads