الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بقلم أريج الجهني: الموظف الحكومي: ما بعد الرؤية - الأدوات والتحديات

الخميس 23/نوفمبر/2023 - 12:31 م
هير نيوز

"الاستعداد للمستقبل" شعار مؤتمر مبادرة القدرات البشرية القادم الذي سينطلق من قلب الرياض في نهاية فبراير 2024 بمشيئة الله، بمشاركة من صناع السياسات وقادة الفكر ورواد الأعمال من أنحاء العالم وبرعاية كريمة من سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والذي يعد منصة عالمية الأولى من نوعها لمناقشة التحديات التي تواجه منظومة القدرات البشرية وهي محور التركيز في الفترة الحالية، فكما نشاهد مع انتشار الهيئات والجهات الاستثمارية ظهرت وظائف جديدة ومغرية وجاذبة وهو أمر صحي للغاية بل لا أقف مع وجهات النظر التقليدية التي دعت للحد من ارتفاع المرتبات الخاصة بتلك الجهات لأن تقييد الأسواق لا خدم الأيدي العاملة الماهرة ولا أصحاب العقول الذين نحن بحاجة للحفاظ عليهم من الهجرة والاغتراب.

لعل هذا المؤتمر يكون بالفعل نقطة تحول لصناع القرار في بعض القطاعات التي باتت رتيبة وجامدة ولا تحرك ساكنا، بل مهم جدا أن يستدرك المهتمون أنفسهم وأن لا يتردد صاحب المهارة والشهادة والمعرفة والخبرة بأن ينتقل للجهات التي تقدم مزايا توازي جهده ولا عيب في أن يغير الإنسان مساره المهني متى ما وجد أنه يصطدم في كل مره ببيروقراطية بغيضة أو لوائح خاملة لم تتحرك منذ عقود، بل حتى أنظمة الترقيات بدلا من أن تتطور أصبحت أكثر تعقيدا، وهنا يأتي دور الموظف نفسه مع انفتاح الأسواق والحراك الذي نعيشه "تحرك من مكانك أنت لست شجرة" طور نفسك ومهاراتك ولا تنتظر أن تمطر السماء عليك بالفرص والمكافآت المنافسة اليوم محتدمة وفي أوجها ولا يمكنك أن تلغي أحدا لمجرد أنك لا تتفق مع توجهاته أو أفكاره.

لعل ما يزيد من التحديات التي تواجه الموظفين ذوي الدخل المتوسط أيضا بالأنظمة القديمة هو منعهم القائم بحد علمي لليوم وحتى تاريخ كتابة المقال من ممارسة الأنشطة التجارية، وحتى مع التعديل الذي انتشر مؤخرا حاولت التأكد ووجدت أنه مجرد ظهور مسمى "موظف حكومي" يتم منع المتقدم مباشرة من إصدار أي سجل تجاري، بالتالي يبقى في محيط الراتب والقروض أو يضطر للمجازفة غير المحسوبة ويستقيل، رغم ذلك أصدرت وزارة الموارد البشرية حلولا جانبية تشكر عليها مثل وثيقة العمل الحر ونحوها لكن تناسب ذوي المهارات بشكل محدود، سيقول البعض إن الموظف لا يحتاج للتجارة وأقول ما الذي يمنع إنسانا من الكسب الحلال؟ علينا إعادة النظر في هذه الأفكار المتراكمة وتفكيك المفاهيم الحياتية فالإنسان المعاصر اليوم يواجه الكثير من الالتزامات المادية، بل إن الرجل في مجتمعنا تتم محاصرته بالكثير من المشتريات والمتطلبات التي تضع الطوق على عنقه لينفذ فقط، كذلك المرأة مع دخولها لسوق العمل وجدت أن صور الثراء أكبر بكثير من راتب بسيط بل يمكنها أن تدخل وتعمل بأكثر من مجال.

إذا لو أردنا تحديد التحديات ستكون: تنظيمية (تحتاج تجديد للوائح والأنظمة)، ثقافية (مقاومة فكرة العمل الحر والمخاوف)، اقتصادية (تعارض المصالح وتضارب القيم). ولعل أهم الأدوات: الرغبة والطموح، الوعي والعلم، الظهور المهني والاحترافي، وأخيرا الجرأة ومواجهة المخاطر وتحمل المسؤولية. وتعقيبا على فكرة تحمل المسؤولية أجد أن هناك من يصلون لمراحل متقدمة في العمر ولا يزالون عاجزين عن حملها، بل ينسون قول الله سبحانه: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}. الأحزاب:72. واليوم مع كل هذه التطورات والتغييرات نحن بالفعل بحاجة للتحول من مفهوم الموظف لمفهوم القدرة والقوى العاملة، وأن نتناغم مع هذه التحولات لنخرج بمنظومة عمل حديثة مرنة قادرة على اللحاق بركب الرؤية ناهيك عن تحقيقها. دمتم بقوة وتمكين.

نقلا عن الرياض السعودية



ads