على الرغم من أن المنظمة الدولية تخصص، منذ عام 2015، الأول من أكتوبر يوماً عالمياً للاحتفاء بالقهوة، فإن عشاق هذا المشروب الشهي يحتفون به كل يوم وحين، فالقهوة تعتبر رفيقة أوقات النهار، وملازماً لهم كلما رغبوا في تعديل أمزجتهم، واستعادة نشاطهم.

خصوصية القهوة

وباعتبار دولة الإمارات حاضنة لجميع الثقافات العالمية، إذ يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، تداعى «معهد الشارقة للتراث» لتنظيم احتفالية بيوم القهوة العالمي، بحضور مجموعة من صُناع ومحبي القهوة من مختلف الجنسيات، وتعريفهم بخصوصية القهوة ومكانتها في المجتمع الإماراتي.

وترمز القهوة، في الإمارات، إلى الكرم والسخاء والعطاء وحسن الضيافة، التي يتميز بها المجتمع الإماراتي، وهي حاضرة في مختلف المناسبات، وتقدم وفق أصول وطقوس وعادات مازالت متجذرة عند الناس منذ القِدَم، فهي تعكس الذاكرة الشعبية للإماراتيين.

وشملت الفعالية شروحاً عن طريقة صنع القهوة، وطريقة تحميصها، وآداب تقديمها، وحضورها في الشعر النبطي الإماراتي، فضلاً عن عروض عالمية عن طريقة تحميص القهوة الإثيوبية والشامية، وصولاً إلى طريقة الترشيح الحديثة، التي يقدمها متحف القهوة في دبي.

رمز الضيافة

يعكس متحف القهوة، الواقع في حي الفهيدي التاريخي بدبي، أهميتها البالغة، باعتبارها رمزاً من رموز الضيافة والثقافة العربية، حيث يتعرف الزائر للمتحف على أصول القهوة، التي تعود إلى أسطورة راعي الغنم «كالدي» مكتشف حبوب البُن، وكيفية وصولها إلى المنطقة العربية من الأراضي الإثيوبية.

ويُظهر متحف القهوة، أيضاً، أهمية القهوة في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى التقاليد العربية، ويضم مطاحن البُن الأثرية، التي استُخدمت في الحرب العالمية الأولى، والبيانات التاريخية حول القهوة وآنية التخمير القديمة.

القهوة العربية

وعلى الرغم من انتشار أنواع كثيرة من القهوة ومشتقاتها في الدول العربية، فإن مشروب القهوة العربية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالثقافة العربية، فهو مشروب منبه يشرب ساخناً، ويتدرج لونه من الأصفر (الأشقر) إلى الأسود، مروراً بالبني، حسب درجة حمس حبوب القهوة، ويشتهر بها أهل شبه الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام ومصر، وتتميز بأنها مُرة، وليس فيها سكر بتاتاً، والقهوة العربية مدرجة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة منذ عام 2015.

استخدامات متعددة

وعدا كونها مشروباً مفضلاً ذا رائحة نفاذة شهية، فإن للقهوة استخدامات أخرى قد تكون مفاجئة للبعض، حيث تزيل القهوة الروائح الكريهة من السيارة أو الثلاجة، من خلال وضع مسحوق القهوة في قطعة من الجوارب وربطها، ثم يتم وضعها في زاوية من زوايا الثلاجة أو السيارة، وستختفي الرائحة الكريهة، وتحل محلها رائحة القهوة.

كما يمكن صبغ الورق الأبيض باللون البني المعروف للقهوة، بحسب الدرجة اللونية المطلوبة، من خلال وضع الورق في محلول القهوة والماء، وكلما تُرك الورق لوقت أطول، حصل على لون أغمق.

وكذلك، يمكن إبعاد الحشرات عن النباتات المنزلية، من خلال وضع القليل من مسحوق القهوة داخل آنية الزرع، كما بالإمكان استخدام مسحوق القهوة كسماد طبيعي، كونها تزيد مستوى النيتروجين في التربة.