«شريهان» و«عمر خورشيد».. رحلة بدايتها حب ونجاح وآخرها عذاب وفراق!
الخميس 21/يناير/2021 - 05:12 ص
نانيس جنيدي
نجمان سطعا في سماء الفن.. انطفأ أحدهما، ومازال الثاني يقاوم عتمته.. إنهما شريهان وعمر خورشيد..
كانت شريهان أختًا من الأم لخورشيد، وهي السيدة عواطف هاشم التي كانت من سيدات المجتمع المخملي، وتميزت بجمال رائع، انبهر به خورشيد، الذي سرعان ما وقع في غرامها، وتزوجها، وأثمر هذا الزواج "عُمر"..
زواج عواطف وخورشيد لم يدم طويلًا للأسف، فانفصلا، و"عُمر" في سن صغيرة، ثم تزوجت بعده من والد شريهان زواجًا عرفيًّا ما تسبب بعد ذلك في عدة مشاكل لشريهان، كي تستطيع إثبات نسبها لأبيها، بعد وفاته.
تعرف "عُمر" على أخته شريهان، وعاشا معًا حياة مليئة بالحب والبهجة، فكانت شريهان هي الأخت والصديقة المقربة له، فيما كان هو مكتشف موهبتها الفنية، ووضعها على طريق النجاح كنجمة استعراضية..
لكن.. لم تستمر الحياة كما تمنى كل منهما، فالعواصف هاجمت مركبهما الصغير، وبدأت الأزمات، والكوارث تلاحقهما، وتعددت الهزائم، والانكسارات.
رحلة صعبة
البداية كانت مع شريهان، التي خاضت رحلة صعبة في المحاكم، لإثبات نسبها لأبيها، حتى فجعت بأزمة أشد صعوبة، حينما فقدت أخاها "عُمر".. موت "عُمر" لم يكن مجرد أزمة عابرة، بل تحول لأقوى كارثة مرت بحياتها، ولِمَ لا، وهو الذي كان لها كل شيء في الحياة.. ليس أخًا فقط، بل أبًا، وصديقًا، وأقرب الناس إليها، حتى إنها كانت تقول دومًا: «الحياة من دون عمر ليس لها طعم، فقد كان أخي، وأبي، وصديقي».
ولم يمهل القدر شريهان، وقبل أن تفوق من فاجعة موت أخيها، عاجلها بفاجعة أخرى، لتفاجأ بوفاة والدتها، وتفقد سندها الأول في الحياة.
فاجعة كبرى
ولم تتوقف الفواجع عند هذا الحد، فجاءت الفاجعة الكبرى في يوم 24 مايو من العام 1989، عندما تعرضت شريهان لحادث مأسوي في الإسكندرية، كاد ينهي حياتها الفنية تمامًا، لكن القدر كان بها رحيمًا، فخرجت منه حية، إنما مشوهة بإصابات بالغة في العمود الفقري، استدعت سفرها إلى الخارج، وبقاءها سنوات طويلة، تحت الإشراف الطبي..
ولأنها قبل أن تكون نجمة استعراضية، هي إنسانة تحب الحياة، فقد تشبثت شيرهان بالأمل، وقاومت، وشفيت، وعادت لممارسة نشاطها الفني من جديد.
ولم تفرح شريهان بشفائها ومعاودة الفن، حتى توالت عليها الصدمات من جديد، عندما تزوجت من الثري العربي علاء الفاسي، لكنه كان زواجًا مليئًا بالمشاكل والمشاحنات، حتى تم الانفصال بهدوء، لتحاول مرة أخرى أن تقف على قدميها من جديد وتتزوج سريًا من رجل الأعمال الأردني علاء الخواجة، ووالد ابنتها الوحيدة، ولكن لحظها العاثر علمت زوجته الأولى الفنانة إسعاد يونس، لتشن عليهما هجومًا ضاريًا، قابله صمت تام منهما، حتى هدأت العاصفة، وتقبلت إسعاد الأمر.
ورم خبيث
عادت الأحزان لتزور شريهان مرة أخرى، عندما أُعلِن فوزها بجائزة أحسن ممثلة بمهرجان القاهرة السينمائي، في العام 2002، ولكنها فاجأت الجميع بعدم حضورها، وبعثت برسالة صوتية قصيرة، كان لها وقع الألم على كل من سمعها، قالت فيها: «أنا أمر بأزمة صحية منعتني من الحضور، ولكن كل شكري لكم، ولتقديركم للفيلم، ولدوري فيه، وأطلب منكم الدعاء»، ولم تفصح عن طبيعة مرضها، الذي سرعان ما انكشفت حقيقته، وهو ورم خبيث في الجانب الأيمن من وجهها، أجرت جراحة ناجحة لإزالته، لتمر بعده برحلة علاج طويلة.
الأب الروحي
أما عمر خورشيد فقد تربع بموهبته الموسيقية على عرش النجومية، حتى لُقِّب بملك الجيتار، وأصبح عازف الجيتار الأول في مصر والعالم العربي، حتى رحل في ريعان شبابه.
كانت علاقته بشريهان من نوع خاص جدًا، فقد كان لها بمثابة الأب الروحي، والراعي الرسمي لموهبتها، وشجعها على الاستمرار في طريقها الفني، لمواصلة نجاحاتها.
حادث مأساوي
لكن حياة الأضواء والنجاح انتهت ذات يوم فجأة، بعدما سقط ملك الجيتار من فوق عرشه، إثر تعرضه لحادث مأساوي، وهو في طريق عودته بسيارته لمنزله، وبرفقته زوجته، والفنانة الراحلة مديحة كامل، فاعترضهم سيارة غامضة، وطاردتهم مطاردة عنيفة، ولم تتركهم، إلا بعد أن تأكد صاحبها من أن عمر خورشيد اصطدم بعمود الإنارة.
ظل هذا الحادث هو الأقسى في حياة شريهان، وظهر هذا التأثير جليًّا في صورها التي التقطت لها أثناء جنازته، ليفترق الحبيبان للأبد.