أستاذة علم نفس: العنوسة والاضطهاد المجتمعي سبب انتحار النساء
أصبح الانتحار ظاهرة في الفترة الأخيرة، لدرجة أن هناك حالة انتحار كل 40 ثانية على مستوى العالم، وهو ظاهرة عامة في الشرق والغرب، وفي مصر وغيرها على حد سواء، والجديد على صعيد هذه الظاهرة، هو أن حالات انتحار النساء أصبحت متزايدة، ولكنها مازالت في مرتبة ثانية بعد الرجال، فما الذي يدفع الأنثى إلى التفكير في الانتحار بطرق عنيفة، وأخرى غير عنيفة؟
الدكتورة عبير عبد الهادي أستاذ علم النفس المعرفي بجامعة القاهرة، قالت: "على الرغم من أن سلوك الانتحار في حد ذاته لا يعد سلوكًا مرضيًا، فإنه سلوك ينم عن وجود اضطراب معين لدى الفرد، ولا يجب التعامل معه على نحو من التساهل، خاصة في التجارب الفاشلة منه، لأن غالبًا ما يلجأ أصحابها لتكرارها حتى تنجح.
وأضافت، هناك أسباب عديدة للانتحار، منها الضغوط النفسية والاجتماعية التي يمر بها الأفراد، خاصة الظروف الاقتصادية المرتبطة بضعف الدخل، وما يفاقم الأمر لدى الإناث، هو ارتفاع نسبة العنوسة والاضطهاد المجتمعي الذي يمارس عليها بسبب تأخر سن زواجها، فكلما ارتفعت الأسعار قلت فرصهن في الزواج ، ما يتسبب لها في اضطرابات نفسية عديدة مثل الاكتئاب والانهيار النفسي، ويتطور الأمر للانتحار في كثير من الأحيان، وهو ما تقبل عليه الفتيات أكثر من الذكور نظرًا لتحميل المجتمع لها جميع العواقب السيئة.
وتابعت" عبير" إن هناك طرق عديدة للإنتحار إلا أن الإناث غالباً ما يفضلن استخدام الأقراص المنومة أو سم الفئران أو إلقاء أنفسهن من أماكن مرتفعة، أو الزج بأجسادهن تحت عجلات مترو الأنفاق، وهو ما تكرر كثيراً في الآونة الأخيرة.
وعلى صعيد متصل أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 800 ألف شخصًا يموتون سنويًا بالانتحار، أي بما يعادل حالة انتحار واحدة كل 40 ثانية، وتحدث 75% من حالات الانتحار في الدول المتوسطة والمنخفضة الدخل، ليصبح بذلك الانتحار السبب الثاني للوفاة لمن هم ما بين الـ15 -29 من عمرهم ،وقد تبين أنه في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، ترتفع نسبة الانتحار بين المراهقات والنساء عموماً أكثر مما هي عليه لدى الرجال.
وكشفت دراسة صادرة عن المركز القومي للسموم التابع لجامعة القاهرة عن تزايد أعداد الفتيات المنتحرات بسبب العنوسة والبطالة، حيث أقدمت حوالي 2700 فتاة على الانتحار سنويًا بسبب العنوسة.