ويقول "الشرقاوي": لابد ونحن نجيب على ذلك السؤال، أن نكون متفقين على أمر مهم، وهو إن الذي يقبض أرواح بني آدم بإذن الله سبحانه وتعالى، هو ملك الموت، كما قال الله تعالى "قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون".

وأشار المدرس المساعد بجامعة الأزهر، إلى أن العلماء اختلفوا في مسألة أرواح غير بني آدم من الطيور والبهائم وغير ذلك، على رأيي، الأول، قال إن من يقبض أرواحهم هو ملك الموت فهو يقبض روح جميع الخلائق، والرأي الثاني أوضح أن الذي يقبض أرواح البهائم والطيور ونحوه هو الله سبحانه وتعالى بنفسه، ولكن، لا دليل واضحا في المسألة، لا من القرآن ولا من سنة النبي وهي مسألة اجتهادية ويقبل فيها الاختلاف. 

 

وعن مسألة أين تكون أرواح الحيوانات يوم القيامة، فيشرح "الشرقاوي": الله سبحانه وتعالى قال: "وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ مَا فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ"، وقال أيضًا: "وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ"، ويلفت إلى أن العلماء اختلفوا على معنى الحشر هنا في رأيين، فقال البعض إنه يعني الموت، فتنتهي بالموت فلا تبعث ولا تحشر وبالتالي لا تسأل ولا تحاسب ولا أي شيء من ذلك، أما الرأي الثاني، فقال إن الحشر يعني أن تبعث مرة أخرى يوم القيامة مثل البشر، واستدلوا على ذلك بحديثين نبويين وفهموا منهما أنها تبعث يوم القيامة وتسأل وتحاسب. 

وأوضح أن أول هذين الحديثين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنطحان فقال: يا أبا ذر أتدري فيم تنطحان؟ فقال: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكن الله يدري وسيقضي بينهما، أي سيبعثهما يوم القيامة ويقضي بينهما. 

أما الحديث الثاني، فقد روي عن عثمان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الجماء، أي الشاة التي ليس لها قرون، لتقتص من القرناء، أي أن الله سوف يأخذ لها حقها لأنها أشد منها وأقوى منها، وأن الله عز وجل سيحشر جميع الخلائق يوم القيامة، وعدل الله سيبغ أن يقتص من الشاه القرناء للشاة غير القرناء، ثم يقول للحيوانات كوني ترابًا، ولذا يتمنى الكافر يوم القيامة أن يكون ترابًا مثلها.