تعرفي على حُكم ممارسة «العادة السرية»
السبت 16/يناير/2021 - 10:20 م
شريف حمادة
أصبحت ممارسة العادة السرية من المخاطر التي تُهدد الكثير من المراهقات، فهناك أقاويل تتداول بين النساء عن أضرار العادة السرية في المستقبل والتي تصل إلى حد الإصابة بالعقم.
ومع تعدد الأقوال المتداولة تختفي المعلومة الطبية الصحيحة وتعيش الفتاة الممارسة للعادة السرية في وسط وهم وخوف لدرجة أن هناك رسالة وصلت إلى الموقع الطبي الخاص بمستشفى التعافي للطب النفسي وعلاج الإدمان من فتاة تقول: "صديقاتي يحللون ممارسة العادة.. وأخريات يحذرن من خطورتها فما هي الحقيقة وكيفية التخلص منها؟."
قال الدكتور فيكتور سامي، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية: "إن العادة السرية بالفعل لها أضرار في الحاضر وفى المستقبل على الفتيات منها تسبب فى جروح والتهابات في المهبل عند العنف أو استخدام الآلات الحادة أو انتقال الأمراض المعدية مثل الإيدز أو فيروس سي في حالة كانت تلك الآلة يتم تناقلها من شخص لآخر".
وأضاف: "كما تُصاب المرأة أو الفتاة بالاكتئاب يصاحبها انخفاض في تقدير واحترام الذات، وبالتالي عدم الاستمتاع بالعملية الجنسية في حالة التعود على ممارسة العادة وعدم الرضا عنها لأنها لم تحقق لها النشوة المعتادة".
وحذر الأطباء من أن العادة نهايتها الوقوع في الإدمان؛ لأن تكرارها يؤدي إلى احتمال الوقوع في الإدمان نتيجة ارتباط هرمون السعادة "الأندروفين" الذي تفرزه النشوة الجنسية بالعادة، وبالتالي اتخاذها ملجأ للهروب من الضغوط والمواقف الحياتية الصعبة، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم على المدى البعيد.
وحول حقيقة أن العادة السرية تفقد العذرية، قال فريق مستشفى التعافي: "إن ذلك السؤال الهاجس الأكبر عند الفتيات والذي يولد لديهم شعور بالخوف الشديد من احتمالية أن تؤثر العادة السرية علي غشاء البكارة والإجابة تعتمد على طرق الممارسة، فالممارسة الخارجية لا تسبب فقدان العذرية، أما في حالة إدخال مواد صلبة داخل المهبل لأكثر من 2 سم، فإنها تؤدي إلى تهتك في غشاء البكارة وبالتالي فقدان العذرية".
وحول تخلص الفتيات من العادة السرية، أكد الأطباء أن اعتراف الفتاة بممارسة هذه العادة السيئة يعنى أنها تريد العلاج، ويتبقى لديها النصف الآخر ولكي تصل إليه عليها اتباع عدة خطوات تدرب بها العقل على عدم التفكير فيها والإبتعاد عن أي عوامل تشجع عليها إلى جانب 9 خطوات تشمل:
1. لا تكره نفسك ولا تُعاقبها أكثر مما يجب
2. حدد هدف بأنك تريد التوقف
3. حدد الأوقات التي تمارس فيها العادة السرية لمنعها نهائيًا
4. احذفي كل ما يجعلك تثارين من أفلام إباحية أو غير ذلك
5. مارسي الرياضة بكثرة
6. اشغلي وقت فراغك بهوايات مفيدة
7. الاستحمام بماء بارد
8. كافئي نفسك كلما نجحت في خطوة
9. طلب المساعدة الطبية
أما من الناحية الشرعية فقد أفتى الشيخ عطية صقر، أحد علامات الفتوى في مصر: "تحدث العلماء عن هذه العملية المرذولة في كتب التفسير والفقه، وبين حكمها الزبيدي في شرحه للإحياء وتكلم عنها ابن القيم في "بدائع الفوائد".
وخلاصة أقوال الفقهاء فيها وهو ما نختاره للفتوى، ما يأتي: حرمها الشافعية والمالكية (شرح الإحياء) وحرمها الأحناف إذا كانت لاستجلاب الشهوة (التشريع الجنائي جـ 2 ص 36 وما بعدها وقال الحنابلة إنه جائز عند الحاجة.
وأكد الدكتور مصطفى الزرقا رحمه الله: "يروى في العادة السرية حديث نبوي يقول: "ناكح الكف ملعون"، فهذا الحديث شائع بهذا اللفظ، وهو في المصادر الحديثية التي تنقله جزء من حديث مروي أطول منه، وقد حكم علماء الحديث عليه كله بالوضع أو الضعف، فبعضهم طعن فيه بأنه موضوع، وبعضهم بأنه ضعيف، وفي كلا الحالتين لا يجوز اعتباره ولا بناء حكم عليه".
وأضاف: "إنَّ النص الوحيد الثابت الذي له صله بالموضوع هو قوله تعالى في القرآن العظيم في وصف المؤمنين: "والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" [المؤمنون: 5-7]، فمن الفقهاء من يرى أن هذه العادة تدخل فيما (وراء ذلك) فتكون حرامًا لأنها اجتياز للحدود المسموحة، وهو المعنى المقصود من قوله تعالى: "فأولئك هم العادون". وإلى هذا يميل الشافعية، ومنهم من يرى أن المقصود بالعدوان على الحدود إنما هو الزنى وما بمعناه، فلا تكون العادة السرية داخلة في عموم هذا النص، بل يجب أن تحكم فيها أدلة أخرى. وكلام فقهاء الحنفية أقرب إلى هذا المنحى، فهم قد عالجوا حكم هذه العادة، وقالوا: إنها من المحظورات في الأصل، ولكنها تباح بشروط".
وأكد الدكتور مصطفى الزرقا، أن القواعد العامة في الشريعة تقضي بحظر هذه العادة؛ لأنها ليست هي الوسيلة الطبيعية لقضاء الحاجة الجنسية، بل هي انحراف، وهذا يكفي للحظر والكراهة، وإن لم يدخل الشيء في حدود الحرام القطعي كالزنى.