تحدت متاعب الغربة.. علا: الصعوبة في التعامل جعلتني أقرر السفر
السبت 16/يناير/2021 - 01:55 م
رندا ثروت
من أصعب الأمور التي تواجه أي فتاة في بداية حياتها العملية هو المضايقات التي تلاحقها، خاصة إذا عملت في مجال تكون فيه الغلبة للرجال، علا عباس تخرجت في كلية التجارة وعملت كمصورة فوتوغرافية وكان لديها مكتبها بطنطا، لكنها قررت تجربة السفر للخارج لخوض تجربة جديدة تبحث فيها عن مجتمع يحترم المرأة، "هير نيوز" التقت بها للتعرف على تجربتها وعلى أبرز الصعوبات التي واجهتها.
"التعامل في مصر مع الناس أصبح في منتهى الصعوبة"، هذا كان الدافع الأول لدى "علا" للبحث عن فرصة للسفر خارج مصر فروت لنا قائلًة: "لم يكن هدفي من السفر هو البحث عن الماديات، إنما التعامل مع الناس في مصر لم أستطيع تحمله، ولم يكن يخطر على بالي فكرة السفر لكن قررت السفر للرغبة في التجربة وتغيير المكان، فظللت أبحث عن فرصة من خلال الإنترنت فوجدت فرصة للسفر إلى الإمارات، خاصة أنها أسهل مكان يستطيع أي شخص أن يستخرج له فيزا سياحة ووجدت بها فرصة عمل".
سافرت "علا" إلى الإمارات لكنها وجدت الواقع المعيش عكس ما تمنت، فعن لحظة وصولها قالت: "حين وصولي استقبلني قريبي وعرض علي أن أكون معهم في المنزل، لكن لم أحب أن أزعجهم، فقررت الذهاب للسكن الذي يتبع العمل الذي سأعمل به، لكن وجدته سيئ جدًا، و ظللت به 3 أيام حتى قررت الانتقال لسكن آخر، ووجدت صعوبة في فكرة السكن المشترك من حيث التأقلم والتعامل مع جنسيات مختلفة وطريقة حياتهم مختلفة".
لم يكن السكن فقط المشكلة التي صادفت "علا"، إنما العمل أيضًا كان أحد المعوقات التي واجهتها، وعن هذا قالت: "حين ذهبت للعمل وجدت الاتفاق الذي اتفقت عليه مع أصحاب العمل تغير كليًا سواء من ناحية الماديات أو المعنويات، فكل البنود التي تحدثنا فيها واتفقنا عليها تغيرت".
وتابعت: "وإذا قبلت بهذا كان علي أن انتظر معهم سنتين لذا قررت البحث عن عمل آخر، وحين أخذت هذا القرار أهلي شجعوني عليه وأرسلوا لي فلوس أستطيع منها الصرف على نفسي حتى أجد عملًا آخر، وظللت أبحث لمده 6 أشهر عن عمل ولم أنس أني في مرة بكيت كثيرًا بعد عودتي من إجراء مقابلة عمل"، ووصفت تلك اللحظة قائلًة: "كنت ببكي وتصعب عليا نفسي وكتير حسيت إن قرار الغربة غلط ولازم أرجع، وافتكر إني زهقت من التعامل مع الناس فى مصر وأقول لنفسي لازم أكمل، ياما تعبت وما لقيت حد يجيبلي المية".
زميلة "علا" بالسكن حين رأت سعيها المتواصل للبحث عن عمل قالت لها، إن هناك وظيفة خدمة عملاء بإحدى الشركات، والتي قبلت علا بدورها للعمل بها.
خطيب "علا" كان له دور في تهوين الغربة عليها حيث ساندها في أمور كثيرة داخل البلد وعرفها على القوانين الخاصة بطبيعة الحياة هناك فقالت: "كنت أعرفه من زمان جدًا قبل سفري إلى الإمارات، وحين علم بوجودي بالإمارات تواصل معي وعرض علي أن يساعدني، لأنه يقيم فيها من زمان وملم بطبيعة الحياة وقوانين بالإمارات، فظل يقف بجانبي لآخر لحظة".
وصفت "علا" بيئة العمل التي وجدتها في الإمارات، قائلًة: "في الإمارات لا أحد يستطيع إيذاء أحد فالكل يحترم القانون، فهنا أحببت احترامهم للمرأة، فالأولوية للمرأة هناك في كل مكان تتعامل فيه، كما يوجد هناك أمان حيث تنتشر الشرطة في كل مكان".