«سخونة وصُراخ يقطع القلب».. مآسي الأمهات مع تطعيم الأطفال
الخميس 14/يناير/2021 - 09:16 م
خديجة العادلى
أصوات بكاء تصل مسامعها إلى أبواب الجيران، حالة من التعب والشقاء، تُسيطر على الأم، وحالة من السكون تُسيطر على باقي أفراد الأسرة، بغية تمكن الرضيع الصغير أخذ قسطه من الراحة، التي تتراوح مدته بين مفعول المسكن وانتهائه، الكل يجمعه هدف واحد وهو البحث عن وسيلة لمحاولة عودة الهدوء للمنزل، كان هذا هو لسان حال الأمهات مع رضيعهن بعد تلقيهم التطعيمات.
قالت مها إسماعيل: "أنا شوفت "الأمرين" في تطعيم بنتي بيريهان، حيث بمجرد ما يسري مفعول التطعيم في جسمها ترتفع درجة حرارتها، وتبكي لغاية ما يتقطع قلبي"، وتساءلت الأم عن وسيلة أخرى يتم بها تطعيم الرضيع بخلاف الحالية.
وقاطعتها أمل محمد محمود، قائلة: "المشكلة أن موضوع أعراض التطعيم بيستمر 3 أيام متواصلة، والطفل مش بيبطل بكاء، ومش ينام يدوب بيغفل دقائق لما يأخذ المسكن، وخافض الحرارة، وبعدها يرجع يبكي تاني، وده بيسبب إرهاق للأم اللى بتفضل سهرانة معاه طول الليل، وبيمنع الأكل وبيعتمد على الرضاعة الطبيعية بس وده طبعا بيزود العبء على الأمهات".
وفي سياق ما سبق، قال الدكتور يسري محمد، طبيب الأطفال: "إن أهمية التطعيم تكمن فى حماية الأطفال من الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة والقاتلة كمرض شلل الأطفال أو مرض السعال الديكي، وذلك عن طريق تعزيز الجهاز المناعي الخاص بهم، وعادةً ما يكون عند الأطفال الرضع مناعة طبيعية ومؤقتة في الأشهر الأولى من حياتهم؛ ولأن هذه المناعة مؤقتة يتم إعطاء الأطفال تطعيمات بعد فترة من ولادتهم".
وأضاف طبيب الأطفال، أنه بالرغم من أهمية تطعيم الأطفال إلا أنه قد تحدث آثار جانبية أثناء التطعيم، نتيجة لتفاعل الجسم مع التطعيمات، ومعظم الآثار الجانبية الي قد تحدث عادةً ما تكون خفيفة، وهي: الشعور بألم وحدوث أحمرار وتورم في منطقة الحقن، الشعور بآلام في المفاصل القريبة من منطقة الحقن، حدوث ضعف في العضلات، انخفاض أو ارتفاع درجة الحرارة، حدوث اضطراب في النوم، الشعور بالتعب.
ولفت طبيب الأطفال إلى أن التطعيم هو العملية التي يتم بواسطتها تكوين مناعة أو مقاومة ضد الأمراض المعدية، وعادة ما يتم ذلك عن طريق إعطاء اللقاح، حيث تعمل اللقاحات على تحفيز الجهاز المناعي للجسم لحماية الشخص من الإصابة أو المرض، ويعتبر التطعيم من الآليات التي أثبتت فعاليتها في مكافحة الأمراض المعدية التي تهدد الحياة والقضاء عليها، تحتوي المطاعيم أو اللقاحات على جراثيم تم قتلها أو إضعافها والتي إذا ما أعطيت لشخص صحي أثارت جهاز المناعة لتكوين حصانة ضد هذه الجراثيم.
وفي الوقت نفسه لم يتم إجراء أي تغيير بمواعيد التطعيمات التى تعطى للأطفال، فى ظل الأجراءات المشددة لكورونا، والتى تم تنظيمها وفقًا لعمر الأطفال الرضع، بحسب ما أكد المسؤولين عن التطعيمات بمكتب الرعاية الأولية بمكتب جيزة ثالث.
وأضاف المسؤولون عن التطعيم، أن الإجراءات الاحترازية لكورونا تتلخص فى، عدم دخول سوى حالة واحدة فقط بداخل الوحدة الصحية، ولا تدخل الثانية إلا بعد إنصراف الحالة الأولى، لضمان عدم حودث تزاحم بداخل الوحدة وبالتالي الحد من انتشار فيروس كورونا.
وبالنسبة للإجراءات الاحترازية الخاصة بالرضع، أنفسهم أكدت أن السرنجة الخاصة بتطعيم الحامل أو الرضيع لا تستعمل سوى مرة واحدة، وأيضًا يتم تعقيم جميع الأدوات المستخدمة فى التعامل مع المولود، أو الرضيع كالميزان الذى يتم وزن الطفل به أو مقياس طول الطفل، ويتم تعقيمه بين كل طفل وأخر، لضمان عدم انتشار أى أمراض بين الأطفال، والسيطرة على فيروس كورونا المستجد.