«درع النساء و3 وجبات يوميًا» عادات رمضانية في جيبوتي
الأربعاء 29/مارس/2023 - 04:29 م
وائل كمال
فور الإعلان عن ثبوت رؤية هلال رمضان في دولة جيبوتي حتى تضاء سماؤها بالألعاب النارية وتتزين المساجد ، كنوع من الاحتفاء بقدوم الشهر المبارك.
ويُفطر الجيبوتيون على التمر ثم يؤدون صلاة المغرب، بينما تمتلئ مائدة الإفطار بأشهر المأكولات الجيبوتية مثل السمبوسك واللحوح والهريس والثريد مع لحم الغنم، وأيضاً يتبادلون أطباق الإفطار مع أقاربهم وأصدقائهم في رمضان.
وبعد الانتهاء من صلاة التراويح يتناول أهل جيبوتى وجبةً تسمى «طعام العشاء» وهي عبارة عن الأرز واللحم والشعرية والمكرونة والمرق.
ويعتبر الحليب أساسياً عند الجيبوتيين على مائدة السحور حيث يتم تناوله في العديد من الأطعمة أهمها شوربة الذرة وشوربة الشعير والأرز بالحليب، وأيضاً يتناولوا اللحاح وحلوى الموز والجيلي.
ومن أبرز الطقوس في جيبوتى خروج الرجال والنساء من البيوت واجتماعهم في العراء بحيث يكون مجلس الرجال مفصولاً عن النساء، ويجلس الأبناء مع آبائهم يروون لهم القصص الدينية.
ويحيي الجيبوتيون ليلة القدر في مصلى العيد ويعودون إلى بيوتهم بعد صلاة الفجر، وفي عيد الفطر يذبحون الأضاحي ويتم دعوة الزائرين لتناول الطعام.
ومن عادات أهل جيبوتي أيضاً أن ترتدي النساء المتزوجات فقط ما يسمى «الدرع»، وهو زيّ تقليدي للبلاد يظهر في ليلة القدر والأعياد، أما الرجال فيرتدون «المكاوي» والذي يشبه الساري ويرتديه الرجل حول خصره خاصة ليلة الزفاف وعقب انتهاء رمضان والاحتفال بعيد الفطر.
ولعلّ من أغرب العادات في جيبوتي الإقلاع عن تناول الأسماك طيلة شهر رمضان لاعتقادهم أنها تسبب العطش في الصيام، ويتناولونها بكثرة في الأعياد. على خلاف بقية شهور السنة يقبل غالبية الجيبوتيين بمختلف فئاتهم العمرية في رمضان على المساجد ودور العبادات والأعمال الصالحة تقربا إلى الله تعالى واستغلالا لهذا الشهر الفضيل ، فتمتلئ الجوامع بالمصلين في صلاتي التراويح والقيام التي يحرص عليها الجيبوتيون.
ومع حلول الشهر الكريم يمتنع كثيرون عن تعاطي نبتة القات الضارة - في غير رمضان - بصورة شبه يومية بدء من الظهيرة وحتى ساعات متأخرة من الليل مما يؤثر سلبا على حالتهم الصحية ويستنزف الوقت والمال معا. وفي نهار رمضان تخلو الاسواق المحلية من المارة كما تقل حركة سير المركبات التي تعود تدريجيا في الفترة المسائية.
ويمثل شهر رمضان فرصة مهمة بالنسبة لوزارة الشؤون الإسلامية والثقافة والأوقاف لتفعيل دور الائمة والعلماء والذين تقع على عاتقهم مسؤولية التبليغ وإصلاح حياة الناس الإيمانية والتربوية والعلمية.
وفي هذا الصدد يتم إنشاء حلقات تحفيظ القرآن الكريم وبخاصة للصغار فضلا عن إقامة دروس في العقيدة والسيرة والفقه في متخلف المساجد.
ويتم احياء ليالي رمضان في جيبوتي بالدعاء والمدائح النبوية وقراءة سيرة السلف الصالح إلى جانب المواعظ الدينية التي يلقيها لحث الناس على الاغتنام من فضائل الشهر المعظم.
وتقيم الوزارة أيضا خلال هذا الشهر مسابقة «جائزة رئيس الدولة» - الإقليمية لحفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده والتي تجمع كوكبة من حفظة كتاب الله من دول الإقليم.
ومن أبرز عادات الجيبوتيين في رمضان في وجبة الإفطار الإكثار من تناول السمبوسة والبطيخ اللذين قل أن يخلو عنهما بيت بالإضافة إلى الماء والتمر والشوربة التي يتم تحضيرها من القمح واللحم. كما يتصدر الأرز مائدة العشاء في رمضان فيما يفضل غالبية الجيبوتيين الشعيرة مع اللبن في وجبة السحور التي يحرصون عليها تطبيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: تسحروا فإن في السحور بركة. ويكثر الأغنياء والميسورون من أبناء الوطن في رمضان التصدق على الفقراء والإحسان إلى الضعفاء بدءا من الأقربين (الاقربون أولى بالمعروف)
كما تقوم المنظمات الخيرية العربية بتنفيذ مشروع إفطار الصائم بهدف تخفيف الاعباء عن كاهل الاسر التي أضناها الفقر ، خاصة في ظل الارتفاع المستمر للمواد الغذائية الأولية. وعلى غرار العالم الإسلامي يهتم الجيبوتيون بليلة السابع والعشرين من رمضان راجين من الله ان يوفقهم ليلة القدر.