بالهمس| ما يقوله الغش

لا يخفى على أحد أن الفساد من أهم عوائق التنمية والتطور، وهو خطر حقيقي على أي مجتمع ووباء حقيقي، لأن أساليبه تتطور مع تطور المجتمعات. ولذلك من الصعب مكافحته والحد منه.

والفساد يحمل في طياته سلوكاً منحرفاً، وله علاقة وثيقة بالجانب الأخلاقي يصعب فكه، سواء كان رشوة أو غشاً أو اختلاساً، ويصعب تحديد خطورة الفساد على الدولة والمجتمع ككل.

والفساد قد يكون انتهاكاً للقوانين التي تحكم علاقة الأفراد ببعضها أو انتهاكاً للأخلاق والقيم التي يتربى ويعيش فيها الأفراد بالمجتمع، والانحراف عن مسلك الإنسان الطبيعي ينعكس سلباً على المجتمع وأفراده. فيصعب التفريق بين الفضيلة والرذيلة ويصبح الطريق المختصر أضل وإن كان محفوفاً بالمخاطر.

وما يرافقه من تصدع للقيم الأخلاقية وتمكين البعض من الإثراء غير المشروع وما يسببه من التفاوت بين الطبقات في المجتمع.

أما دولياً فإنه يضعف من ثقة الدول بالدولة وإضعاف امكاناتها الاقتصادية والسياسة ذلك أن المصلحة الخاصة تغلب العامة.

ويرجع انتشار الفساد لعوامل كثيرة تعد البيئة الحاضنة للفساد كضعف وصول وسائل الاعلام والصحافيين للمستندات الرسمية. وضعف الأجهزة الرقابية في الدولة، وعدم وجود نظام مكافآت وحوافز للمبلغين عن الجرائم بل واحياناً تتم معاقبتهم.

ناهيك عن عدم وجود «سستم» اونلاين في الكثير من الجهات في الدولة مما يؤدي للتأخر والعشوائية والتعقيد في العمل، وعدم اتباع الأساليب الحديثة في الإدارة واتباع القوانين والقرارات التي عفى عليها الزمن.

نقلا عن الرأي