بقلم بسمة خالد: هالات سودة
الثلاثاء 03/يناير/2023 - 07:09 م
بسمة خالد
في أجواف الليل وبعد انتهائي من يومي الطويل يُغالبني النعاس وأرغب في النوم لكن يمنعني تفكيري الكبير فيما يحمله المستقبل لي ودائمًا ما أردد متى سأصل؟، في الحقيقة لا أعلم تمامًا ما هو نوع الوصول الذي أرغب في تحقيقه هل هو وصول إلى مستقبل مهني باهر، أم حياة اجتماعية مثالية، أم شريك حياة مناسب، أم كل هذا معًا؟
أشعر بأنني محاصرة بأفكاري الخاصة التي تسعى جاهدة لتحقيق الكمال، ومحاولة فهم كل زاوية في الحياة والتحكم في شكل مستقبلي رغم إيماني الكامل بأنه بيد الله واحده، أغرق بتفكيري في الأحداث الماضية المزعجة والأحلام التي لم تتحقق والصدمات المتلاحقة، وبين الأماني البريئة والمستقبل المشرق.
ابتعد عن كل مصادر التوتر والضوضاء التي تسبب تشوش الذهن قبل النوم للاسترخاء الجيد، ولكني في النهاية أجد أن الضوضاء الأكبر تكمن في رأسي، أتذكر دائمًا صوت الشيخ إمام وهو يدندن "وهبت عمري للأمل ولا جاشي"، أظن إني سأترك العنان لعقلي الباطن مدة قصيرة، ثم أنطلق في التفكير دون إرادة أو وعي كامل في أشياء لا ترد إليّ في زحام إلتزاماتي اليومية.
الأمر لا يقف عند هذا الحد، فأيضًا بسبب هذه الوساوس يصبح نومي متقطعاً وقليلا، ودائماً ما أفكر ماذا سيحدث في اليوم التالي وكيف سأستيقظ لعملي في الصباح بعد كل هذه الضجة وكل هذا السهر؟، وما هي المضار الصحية لقلة ساعات النوم؟.
بعد ذلك يتسلل إليّ الأمل من بعيد، وأبدأ بالتفكير بشكل إيجابي فأتحسن نوعًا ما، ثم أتذكر قول الله تعالى "فما ظنكم برب العالمين؟ " لأبتسم وأجيب في قرارة نفسي "كل الخير يارب والله" ، وأتلو سورة الملك التي تبدأ بآية "تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيءِِ قدير" فتبث فيا الطمأنينة من جديد ويستسلم القلق والخوف وأخلد إلى نوم هادئ.