بقلم محمد الدريدي: إلى عام 2023 أكتب
الأحد 01/يناير/2023 - 06:22 م
ليس لي أن أتحدث عن المستقبل أو أناقش أقداري، أو أستفهم ماذا سيحدث؟، حتى التمني لا يناسبني، ولكن أستطيع أن أحلم بالأفضل، أدعو الله عز وجل بأن أكون في أفضل حال يرضاه لي، أما بعد.. لا تستطيع ككاتب أن تكتب عن المستقبل دون أن تتراجع بعض خطوات للوراء فللماضي أفضال وطرق تحركت بها وسلكت دروبها، وبدونها لم تكن لتتواجد الآن، حتى إن رأيت أنها الأسوأ أو سببت لك الأذى أو الاستياء والحزن وخيبة الأمل، فلا يوجد سعادة بدون بعض لحظات من الخيبات التي مررت بها يا صديقي وحدك..
لن أطول الحديث عن الماضي، لأنك قررت ألا تتراجع مرة أخرى حتى وإن كان من باب التقدم، لا تتراجع حتى لا تندم أو تدعي بأن تتحسن أحوالك وأنت مازلت بالماضي، ضع صندوقك القديم وراء ظهرك أو قم بحرقه بجميع تفاصيله الجميلة منها والسيئة، وتبسم وعود لتسلك طريق آخر ولكن اسلك تلك المرة طريق للتقدم بحق، فكر جيداً وظن أنها فرصتك الأخيرة المنجية من المهالك، تقدم بكل قوة ولكن بحذر شديد قد ترى التناقض في تصرفاتك ولكن هذا أنت، عند النظر للأمام سترى أملاً، لن تراه عند النظر للوراء، ستشعر بالوحده من وقت لآخر ولكن تيقن أن سر وحدتك بالأخير نجاحك وأزدهارك يا صديقي، تيقن أن الحياة ليست عادلة كما تظن وليست سيئة إلى هذا الحد الذي فتك بعقلك، وأؤمن بأن جملة ( الله لا يفعل إلا الخير) الحقيقة اليقينية، عن تجربة...
لن أكون ناصحك كآخرين ولكني سأكون كالقوس الذي يسدد على أفكارك الإيجابية، ويضع أمامك الأفكار التي أكلتها الغيامة وقامت بتحريكها معها في طيات الانتقالات المتناسية، ليس عامًا جديدًا فقط ولكنه شخصًا جديدًا أيضًا، المستقبل يكمن في اختياراتك وتأرجحك بين آمالك وطموحاتك، لا تفعل كغيرك وتترك قلبك هو سر حصولك على هدفك، ليس للقلب غلبه في أمور كثيرة، أما العقل رغم سوء حظه وانعدام الاحساس به إلا أنه لن يخيب ظنك ابدأ، ذلك الصراع الذي نشأ منذ آلاف السنين بين عقلك وقلبك، صراع منحط يبالغ في قسوته، فلا تدع عقرب القلب يلدغ عقلك مرة أخرى، استمر وتحرك للأمام واجعل وقودك أحلامك يا صديقي، وتأمل جيدًا في ملكوت الله من وقت لآخر ستجد ذاتك، ستجدها حتى وإن طال ابتعادها، واحذر عندما يأتي إلى تفكيرك أنك وصلت للنهاية، فلا توجد نهاية حتمية غير القيامة، وما بعدها بداية، ففي الأخير لا توجد نهاية لك، بل أنت البداية وفقط، أنت سر نفسك يا صديقي فلا تدع أحدهم يكتشفك وظل أنت المستحيل والقائم بذاتك حتى إن نظروا لك وقالو لن يستطيع المضي وحيداً، ستتعثر كثيراً وكثيراً وعدة مرات حتى ستظن أنك لن تحاول ولن تبادر وفي تلك اللحظة التي تبتعد بها سيأتيك الله بحل للعقبة التي لطالما شعرت بالصعوبة في مواجهتها، وفي الأخير تلك الجمله تعرفت عليها مؤخراً، عندما تترك شيء لا تنتظر عودته لأنه حتماً لن يعود ولن يعود حتى أن لم تنتظرة، بل تعلم عندما تترك شيء أو يتركك لا تبحث عن سر تركه أو تبحث عنه، "من الآخر متفتحش باب اتقفل حتى إن كنت سبب في قفله" وعندما لا تفكر به تيقن أن الله لن ينساك حتى وإن كنت مقصر بعض الشيء، سيأتي لك الله ليس بالأفضل ولكن سيأتي لك بما يناسبك.