صور| يوسف رامي المبتكر الصغير.. إبداعات مخترع تخطت حدود عمره
رغم أن سنه لم يتجاوز 11 سنة، إلا أن أحلامه تخطت عمره بكثير، ولم لا؟ وهو قبل أن يتجاوز عامه الخامس نجح "المبتكر الصغير" في أن يصنع سيارة تسير آليا دون أن يحركها أحد، ومن هنا لاحظ والداه موهبته وشغفه للعلوم والتكنولوجيا فبدآ يبحثان عن مكان يحتضنه وينمي موهبته، وبالفعل أصقل موهبته بالعلم وحصل على العديد من الكورسات، فكان جديرا بان يكرمه وكيل وزارة التربية والتعليم بعد حصوله على المركز الأول في مسابقة "المبتكر الصغير" الأسبوع الماضي، إنه يوسف رامي يوسف أنور محمود، الصف الخامس الابتدائي بمدرسة النصر، التابعة لإدارة طور سيناء التعليمية.
منذ مرحلة الروضة
يقول "يوسف" لـ"هير نيوز": " منذ كنت في مرحلة الروضة وأنا شغوف بالاختراعات والابتكارات، وعندما رأت أمي هذا الشغف وهذه الموهبة، فبدأت تشجعني وتدعمني هي وأبي، وأول شيء بدأت به هو عمل سيارة من تدوير لبعض مخلفات البيئة، وعندما رأت أمي هذه السيارة بدأت تبحث عن مكان لتنمية موهبتي ورعايتها، وكان أول مكان التحق به هو science discovery، وأول شيء عملته هناك هو أيضا سيارة ولكن هذه المرة تسير بموتور، وبعد السيارة عملت عدة ابتكارات ومنها أرجوحة تدور الكترونيا، وبعد أن تعلمت البرمجمة عملت نموذج لأعمدة الشوارع عن طريق حساس الضوء، بحيث يضيء في الظلام وينطفيء نهارا".
وأضاف: مؤخرا صنعت سيارة يمكن أن تتحرك عن طريق تطبيق على الفون، وبعدها فكرت في عمل "سمارت هوم" منزل ذكي، وبالفعل عملت نموذج للمنزل الذكي، كل ما بداخل المزل يعمل الكترونيا وبالطاقة الشمسية، والتحكم في عملية الإضاءة، بجانب معرفة إذا كان هناك مطر بالخارج، وهذه الفكرة يمكن تطبيقها على المصانع، لأن هناك الكثير من الأجهزة والمعدات تتلف بسبب المياه، ومن خلال حساس يوضع أعلى المصنع بمجرد تنديع المطر يعطي انذار بوجود مطر ويبدأ القائمون على المصنع في أخذ احتياطاتهم حفاظا على أجهزتهم ومعداتهم.
وعن قدوته ومثله الأعلى قال "يوسف" أي شخص ناجح وحقق حلمه هو بالنسبة لي مثل أعلى وقدوة.
أم "يوسف"
تقول أم "يوسف": "لم يقض يوسف سنواته الأولى، في اللعب واللهو مثل غيره من أطفال جيرانه، بل كانت سعادته تكمن في جمع المخلفات والأدوات الصفيح، لتصنيع أشياء اندهشت عيناه عندما رأتها، مثل السيارة، فمنذ نعومة أظافره وحلمه إبهار من حوله بما يصنعه، لاحظنا ذلك أنا ووالده أنه شاطر جدا في هذه الموهبة وبدأنا نبحث عن أماكن تحتضن مثل هذه الفئة المبتكرة من الأطفال وبالفعل جرى التحاق يوسف بأحد الأماكن لرعايته وصقل موهبته وتتبناه".
وأشارت أم "يوسف" إلى أن يوسف بدا في عمل مشاريع صغيرة من الأشياء التي تتمنى أن يعملها بحجم أكبر وعندما تعمق يوسف في هذا الموضوع أكثر، حصل على عدة كورسات منها "برمجة الاردوينو" و التي تخص انجاز و ابتكار مختلف المشاريع الالكترونية، موضحة أن "الأردوينو" عبارة عن لوحه تطوير إلكترونية Development Board تتكون من دائرة إلكترونية مفتوحة المصدر مع متحكم دقيق على لوحة واحدة يتم ببرمجتها عن طريق الكمبيوتر ، كما حصل على دورة في اللغة الإنجليزية نظرا لان معظم التعامل مع عالم الالكترونيات باللغة الإنجليزية، وأيضا حصل على كورس في البرمجة.
وأضافت: بعد كورس البرمجة نجح يوسف في عمل سيارة تعمل عن طريق تطبيق من خلال الفون ولكي يصل لهذا المستوى أخذ كورس استمر فيه أكثر من 3 شهور يتعلم نظريا وأخيرا نجح في عمل هذه السيارة، لافتة إلى أن أجمل هدية يمكن أن نقدمها انا ووالده لـ"يوسف" هو أن نأخذه إلى مكان لبيع الأدوات الالكترونية وعندما كان ذهب للمنزل لا ينام قبل أن يصنع منها شيئا.
وأردفت: بجانب موهبة الابتكار فإن يوسف بطل في الكونغ فو ، وحصل على ميدالية ذهبية على مستوى الجمهورية، بجانب أنه متفوق دراسيا منذ أن كان في KG1، وهناك العديد من الجوائز وشهادات التكريم التي حصل عليها وآخرها فوزه في مسابقة المبتكر الصغير الخاصة بالتربية والتعليم وحصوله على المركز الأول.
والد "يوسف" الجندي المجهول
وتابعت: والجندي المجهول في تميز "يوسف" ونجاحه وكل شيء جميل حققه يوسف، هو والده الذي لم يتهاون في أي شيء يطلبه يوسف حتى ولو كانت طلباته على حساب مصروف البيت واحتياجاته، فكانت طلبات يوسف لها الأولوية، معللة بأن كل هدفها هي ووالده أن يدعما نجلهما فكريا بأشياء مفيدة، ونجنبه مخاطر الألعاب الاكترونية الخطيرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن نغير اهتمامات يمكن أن تضره .. وأختتمت حديثها قائلة : "نعم قد تكلفنا ماديا كثيرا ولكن سوف نستثمر في يوسف وأخيه الأصغر ياسين الذي يهوى الرسم والنحت على قدر الإمكان في تنمية مواهبهما ورعايتها ودعمها".