ما حكم الدين في مغالاة الأسر للمهر والشبكة؟.. مستشارك الديني يُجيب
السبت 17/ديسمبر/2022 - 07:50 م
محمد الدريدي
يعاني الشباب اليوم من تقاليد الزواج التي تعتمد على المغالاة في المهر والشبكة، خاصة بعد ارتفاع أسعار الذهب اليوم، والتي أصبحت غير مناسبة للكثير الشباب في مقتبل العمر، وتتفنن الأسر في الطلبات الخاصة بـ المهر والشبكة.. فما حكم الشرع في ما يقوم به البعض من مغالاة في تكاليف الزواج؟
وتحدث علماء الإسلام في تلك الفتوى مرارا وتكرارا حتى يقتنع أولياء النساء أنه ليس من الصحيح المغالاة في المهر والشبكة وأن ذلك عكس تعاليم الإسلام .
حكم المغالاة في المهور
قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النصيحة الشريفة بقوله: «
وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأَرْضِ وَفَسَادٌ» رواه الترمذي.وأصدر الشيخ محمد بن إبراهيم فله، داعية إسلامي، فتوى حول هذه المسألة قائلا :"إن من الأشياء التي تمادى الناس فيها حتى وصلوا إلى حد الإسراف والتباهي مسألة المغالاة في المهور والإسراف في الألبسة والولائم وذلك أدي إلي تضجر علماء الناس وعقلاؤهم من هذا لما سببه من المفاسد الكثيرة التي منها بقاء كثير من النساء بلا زوج بسبب عجز كثير من الرجال عن تكاليف الزواج ".
كراهة إكثار المهر في الأسلام
وأكد الشيخ محمد فله أن الزوج إذا تكلف من الصداق ما لا يقدر عليه ولا يتناسب مع حاله استحق الإنكار عليه، لأنه فعل شيئاً مكروهاً حتي إن كان من باب الصداق واستشهد بحديث، فقد روى مسلم في صحيحه (1424) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا ، فَإِنَّ فِي عُيُونِ الأَنْصَارِ شَيْئًا ؟ قَالَ قَدْ نَظَرْتُ إِلَيْهَا ،قَالَ عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا ؟ قَالَ عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ ! كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ ! مَا عِنْدَنَا مَا نُعْطِيكَ ، وَلَكِنْ عَسَى أَنْ نَبْعَثَكَ فِي بَعْثٍ تُصِيبُ مِنْهُ . قَالَ : فَبَعَثَ بَعْثًا إِلَى بَنِي عَبْسٍ بَعَثَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فِيهِمْ .
وأشار إلي أن الزواج أمر مشروع مرغوب فيه، وفي غالب الحالات يصل إلى حد الوجوب، وأغلب الناس لا يتمكنون من الوصول إلى هذا المشروع مع وجود هذه المغالاة في المهور.
وتابع من المعلوم أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، ومن هذا يؤخذ مشروعية إرشاد الناس وردعهم عن التمادي في هذا الأمر الذي يحول دون المرء ودون فعل ما أوجبه الله عليه، لا سيما والأمر بتقليل المهر لا يتضمن مفسدة، بل هو مصلحة محضة للزوج والزوجة، بل هو أمر محبوب للشارع .
وأكد الشيخ أن كثرة الصداق لو كان فيها شيء من المصلحة للمرأة وأوليائها فإن ما يترتب على ذلك من المفاسد يربو على تلك المصلحة إن وجدت، والقاعدة الشرعية أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
اقرأ أيضًا..