مباديء بسيطة تصنع شخصية عظيمة لطفلك
التربيه الإيجابية لطفلك تهتم بعدة مهارات مثل الفاعلية في العلاقات والتأثير في الحياة والانضباط الذاتي والقدرة على التحكم في النفس وفهم المشاعر الشخصية، كما تحث على كل ما ينمي المشاعر الإيجابية لدى الطفل ويعطي المشاعر السلبية جانبا، وتتلخص مباديء الاحترام المتبادل بين الآباء وأبنائهم على الموازنة بين نموذج الحزم واللطف.
مباديء التربية الإيجابية:
- الاحترام المتبادل
تتلخص مباديء الاحترام المتبادل بين الآباء وأبنائهم
على الموازنة بين نموذج الحزم واللطف، فالحزم يكون باحترام الكبار واحترام متطلبات
الموقف واللطف يكون باحترام الطفل
واحتياجاته.
إن الأطفال يرتاحون أكثر في البيئة التي تحكمها قوانين أو مبادئ واضحة يحترمها الجميع، والقوانين يجب أن يشارك في وضعها الأطفال كما يجب أن تطبق على الكبار كما الأطفال وهذا يصنع احتراما متبادلا وثقة كبيرة في الأبوين، ويجنبك الكثير من الجدل والغضب الناتج عن الحزم في المواقف الصعبة.
من أهم مسببات الاحترام ثقافة الاعتذار من الأبوين عند الخطأ، فهي تؤكد للطفل أنه طرف فاعل في المعادلة لا مجرد مفعول به، وتشعر الطفل بأنك إنسان مثله يخطئ ويصيب مما يجعله يحاول إصلاح أخطائه بطريقة فاعلة بدلا من الحلول الإرضائية، فقط عامل طفلك بلطف وكن مقرا لمشاعره ولكن بحزم فيما يتوافق مع مصلحته ومصلحة الأسرة والقوانين الخاصة بها.
- فهم عالم الطفل
إن طفل الثانية من العمر ليس عنيدا ولكنه
يبحث عن الاستقلال، وطفل التسعة أشهر ليس فوضويا ولكنه يرضي شغفه لاستكشاف ما
حوله، وطفل الرابعة ليس كاذبا ولكنها مرحلة الخيال! إن الثقافة التربوية هي التي
ترشدك لتلك المعلومات، إن معرفة مراحل تطور الطفل النفسية والبدنية تجنبك الكثير
من الصدامات مع الطفل الذي يمر بمراحل نمو حساسة لها متطلبات محددة قد يسيء فهمها
الوالدان نظرا لنقص معلوماتهما حولها.
فعلى سبيل المثال الطفل في العام الأول من
حياته يبحث عن الثقة والأمان ، فكلما ألصقته الأم بها في الشهور الأولى من عمره ،
كلما كان أقدر على الاستقلال عنها بعد ذلك لأن الاستقلال سينبع من ركيزة قوية يشعر
بها وهي الأمان، وهذا بالطبع على عكس ما قد يعتقده البعض خطأ في عدم حمل الطفل
الدارج والاستجابة السريعة له عند البكاء حتى لا يعتاد ذلك.
- الإنصات الفعال ومهارات حل المشكلات
التعاطف مع الطفل هو من أهم مبادئ التربية الإيجابية، وهذا التواصل له قواعد منها الاستماع الجيد وإظهار التعاطف بتعبيرات الوجه ونبرات الصوت ومشاركة الطفل مشاعره وأفكاره عند الحاجة، وعدم إصدار الأحكام، وتوصيف مشاعره ومساعدته في فهمها مما يجعله يستطيع التعامل معها لاحقا، مثل: "يبدو أنك شعرت بالظلم!".
كما أنه من المفيد مساعدة الطفل على إيجاد
حلول تنبع من نفسه لا من والديه ، وذلك بطريقة الأسئلة لا بطريقة التوجيه المباشر
، كأن تقول: "هل ترى أن الغضب حل مشكلتك؟ كيف تحب أن تواجه تلك المشكلة في المرة
القادمة؟"، إن مثل هذه الأسئلة تجعل الطفل يدرك أبعاد الموقف وأحقيته في مشاعره
مما يجعل من السهل عليه إيجاد حلول لما يواجهه من مشكلات بمفرده لاحقًا.
- التشجيع بدلا من المدح
إن التشجيع هو أحد وسائل التهذيب القيمة جدا، والمقصود بالتشجيع هنا هو تشجيع الفعل الحسن لا مدح الطفل ، كأن تقول: "لقد أصبحت ماهرا في حل هذه المسألة"، لا أن تقول: "أنت عبقري!" إن الاكتفاء بإصدار تعبيرات التفهم، مثل: "مممم، أرى أنك منهمك في عملك"، تؤدي على المدى البعيد آثارا أفضل بكثير من مدح الطفل المستمر بصفات غير ملازمة له.
سيؤدي ذلك إلى مشكلة كبيرة تتلخص في أن الطفل سيبحث دائما عن حافز خارجي لفعل التصرف الصحيح، وستكبر هذه المشكلة معه مما يجعله شخصا يعتمد على غيره حتى يشعر بالرضا النفسي والإنجاز، وقد ينتج عنه شخص منافق يسعى لإرضاء غيره بفعل مالا يقتنع به. أما مدح الفعل فإنه يشجع الطفل على تعلم المزيد وهو يشعر بثقة في نفسه وقدرة على الإنجاز ، ومن مشاكل المدح أيضا أن توقفك عنه و قيامك بالذم وقت الفعل الخاطئ يوصل شعورا للطفل بأن حبك له مشروط بإنجاز الفعل الصحيح، مما يشعره بعدم الأمان في علاقته معك.
- العواقب لا العقاب
أسلوب «العاقبة» من أنجح طرق التهذيب وهو أن نجعل لكل تصرف خاطئ عاقبة تتناسب معه هي بمثابة نتيجة مباشرة ومنطقية له، كأن تكون عاقبة إساءة استخدام الألعاب (تكسيرها مثلا) هو أخذها بعيدا مع الإشارة لأسباب هذا التصرف منك، وأن تخبره أنها متاحة حين يود استخدامها استخداما جيدا، بدلا من العقاب البدني أو اللفظي أو حتى النفسي كالتجاهل أو وضع الطفل في ركن العقاب ، فكل هذه الطرق تفاقم الأمور وتنتج شخصية مشوهة أما ساخطة أو متمردة أو منسحبة أو ترغب في الانتقام، وكلها نتائج سلبية لا يود الأبوين الوصول إليها بالطبع.