من شروط وقوع الطلاق عند بعض الفقهاء أن يصدر بلفظه، بأن يكون الزوج قاصدًا وعازمًا وعامدًا للطلاق ويقول للزوجة: "أنت طالق"، فهنا يتحقق الطلاق، حتى وإذا لم يقم بتحريره عند المأذون.

لكن ما الحكم إذا لم يتلفظ الزوج بالطلاق وانقطع عن الزوجة كليا ماديا ومعنويا وجسديا، وأصبح كأنه لم يكن مع زوجته، فهل هنا يقع الطلاق؟ وإذا ما تقدم شخص آخر للزواج منها فهل يجوز لها ذلك؟.

حكم الشرع

وقد أجاب عن السؤال، الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية السابق، حيث قال بأنه إذا كانت الحياة بين الزوج وزوجته مستحيلة وغير محتملة، وأنه بعيد عنها جسديًّا وماديًّا ومعنويا، ولم ينفق عليها ولا على صغيرها، فإن هذا له حكم شرعي معروف.

وقال: إن هذا الحكم يقول بأن غياب الزوج عن زوجته لا يعتبر طلاقًا إذا لم يقم هذا الزوج بطلاقها لا باللفظ ولا بالكتابة وعلى يد مأذون، فتكون الزوجية ما زالت قائمة بينهما؛ لأن الزوجية لا تنقطع إلا بالطلاق أو الوفاة.

وشدد المفتي السابق، بأنه بناءً على ذلك لا يحق لها الزواج بآخر؛ لأنها على عصمة الزوج الأول، ولقوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ﴾.

اقرأ أيضًا..

علي جمعة يؤكد.. النبي حي في قبره بلا شك

ونوه الدكتور واصل إلى أنه إذا كانت هذه الزوجة متضررة من غياب زوجها عنها أو عدم الإنفاق عليها أو متضررة من زواجه بأخرى أو متضررة من حياته التي لا تحتمل، فإن القضاء هو المختص في مثل هذه الأمور بعد أن تطلب الطلاق من القاضي.

وأوضح أن القاضي يعد وليُّ من لا وليَّ له، فإذا ما حكم بالطلاق وأصبح الحكم نهائيًّا وانتهت العدة من هذا الزوج الأول فيحق لها أن تتزوج بمن تريد بعقد ومهر جديدين بإذنها ورضاها.