الخميس 28 نوفمبر 2024 الموافق 26 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«الفيمينيست» أداة لحصول المرأة على حقوقها أم أكذوبة للتباهى ؟

الأربعاء 18/نوفمبر/2020 - 12:50 م
هير نيوز

 

 

مصطلح جدلي، يتردد على المسامع بجميع طبقاتها، وهو "الفيمينيست" كلمة واحدة فور سماعها للوهلة الأولى تشعر أنك دخلت ساحة مصارعة حرة كبيرة، الطرفان بها متكافئان من حيث القوة والحجة، الفريق الأول ينادي بحقوق وحريات مشروعة للمرأة، والفريق الثاني يرفض تلك الحقوق والحريات بل ويعادي من ينادي بها، فبالرغم من البساطة التي تبدو عليها كلمة "الفيمينيست" إلا أنها متشعبة وعميقة ولها تأثير كبير على مختلف قطاعات الحياة.

وتعرضت كل امرأة محسوبة أنها من "الفيمنيست"، للرفض والهجوم تارة، وتارة أخرى للإشادة والتشجيع، ليبقى السؤال هل استطعت" الفيمينست" تحقيق أمنياتهن وأهدافهن، وبخاصة داخل المجتمعات الشرقية؟ هل تمكن من تقديم المساحة الحرة الآمنة الكافية للنساء؟ وكيف يتم التعامل معهن فى المجتمع؟

 

الأهداف تتحقق جزئياً

قناعة شديدة تحدثت بها "ندى محمد" أخصائية التجميل جامعة القاهرة، وهي أحد المناديات بحقوق النسوية، ترى أن ما حققه جيل النسويات في العهد الحالي يعد تقدم بخطى ثابتة وقوية نحو المزيد من الحصول على حقوق المرأة.

أضافت ندى أنها تعرضت للكثير من المضايقات على المستوى الشخصي والعملي، بسبب أفكارها فعلى الرغم من أنها تبلغ من العمر 41 عام، أي أنها كبيرة وناضجة بالدرجة الكافية التي تجعلها تتخذ قراراتها بحرية تامة ودون ضغط من أي شخص، إلا أنها تعرضت لانتقاد وغضب كبير من زوجها بسبب تأييدها للأفكار النسوية ، ترتب على هذا الغضب الإنفصال بينهما على الرغم من أن الطلاق الرسمي لم يحدث إلى الأن إلا أنهم منفصلين فعلياً وتعيش بمفردها مع ابنها الوحيد.

من بين الأفكار التي رفضها زوجها كانت قرار ندى بخلع الحجاب، تلاها حضورها لأكثر من ندوة نسوية بشأن أهداف النسوية وغيرها من الأمور التي وصفها الزوج بالتمرد على الحياة الزوجية نجم عنها الإنفصال.

تؤكد ندى أنها غير نادمة على أفكارها، وترى أنها وأخريات يحاربن في أكثر من جبهة ما يعرقل مسيراتهم، وبالرغم من ذلك استطعن تحقيق اهداف كثيرة.

 

دعم الأهل

طريق غير ممهد خطت عليه عدد كبير من النساء، منهن من دفعت ثمن قرارها ومنهن من وجدت السند والداعم لها.

"لم اتمكن من ممارسة نشاطاتي كنسوية بدون دعم الأهل لي" تقولها "سالي رضوان" مهندسة النظم والمعلومات، التي وجدت من أبويها وأخواتها التشجيع والدعم والثقة في كل خطواتها، فكما أوضحت سالي أنه منذ صغرها كانت والدتها من اكثر المهتمات بحقوق المرأة وكانت حريصة على حضور الفعاليات التي تهتم بقضايا المرأة مثل "مساندة المرأة المعيلة" "التأثيرات النفسية السلبية للطلاق على المرأة" وغيرها من القضايا، لذلك وجدت سالي نفسها من الصغر الدعم والمساندة متوفرين لها لتصبح هي الأخرى من الفيمينيست وهي مسؤولة عن التوعية بصحة المرأة النفسية بمحافظة المنوفية ضمن مجموعة من الفتيات والشباب، حيث يقوموا بدورات التوعية للأهالي بشكل منتظم لنبذ فكرة الزواج المبكر لبنات القرى وغيرها من الأمور .

 

أهداف النسويات

ترى أميرة عادل أنها وغيرها من نسويات العصر الحديث فعلن كل ما بإستطاعاتهن وحققن تفاصيل كثيرة هامة على أرض الواقع، ومن بين أبرز القضايا التي سعى لها النسويات هي رفض الهيمنة الذكورية والوصاية الجنسية عن المرأة بما يضمن عدم السماح بتزويجها وعدم السماح باجبارها على الزواج، وسن القوانيين التي تقلل من ظاهرة ختان الإناث، وتغليظ عقوبة المتحرشين.

هذا بخلاف المشوار الطويل الذي مهدته الفيمينيست في إتجاه الحث على تعليم الفتيات، وحماية حقها في التعلم والعمل على قدر المساواة مع الرجل، ومنحها الحرية الكاملة فيميا يتعلق بنفسها وجسدها وحرية التنقل والملبس ، بل وحصولها على حق تقلد مناصب لم يكن من حقها تقلدها في الماضي مثل مهنتها كمأذونة، وكقاضية ، وهي مهن لم يكن مسموح للسيدات العمل بها في القرن الماضي على سبيل الاعتبار.

 

صعوبات وعراقيل

من أكثر العراقيل التي تواجه النسويات خلال مسيراتهن هي نظرة المجتمع لهن، للدرجة التي جعلت بعضهن ينفي عن نفسه فكرة انتمائه لأي مؤسة نسوية ، وهو ما أوضحته سارة أحمد طالبة الفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة القاهرة والتي أوضحت انها بمجرد اتخاذها قرار خلع الحجاب، وصفها الجميع بأنها فيمينيست، وتتصرف بشكل غير اخلاقي، ما دعاها تنفي التهمة عن نفسها سريعا لتقول : "أنا مش فيمينيست" وكأنها بصدد جريمة تبعدها عن نفسها.

وهو ما أكدته منى السيد طالبة الفنون الجميلة التي انهت خطبتها من ابن عمها بعد أن صفعها واعتدى عليها في الشارع ما ادى إلى قرارها بوقف زواجها منه، وعلى الرغم من ذلك كانت العائلة بأكملها تؤيد ابن العم ولم يساندوا منى في قراراها، بل ونعتوها بأنها نسوية لذلك تتصرف بهذا السوء.

وعلى الرغم من أن مثل هؤلاء الفتيات ينفين التهمة عن انفسهن ، ويعلن أنهن لسن نسويات وليس لهن علاقة بالفيمينيست، إلا أن سمة عامل مشترك بينهن جميعاً يربطهن وهو إيمانهن بأهداف النسوية التي تحقق بعضها، وبعضها الآخر لم يتحقق إلى الآن لكنه بصدد التخطيط ليتحقق خلال الفترات القادمة .

 

قضايا قادمة

بالرغم من الخطوات الثابتة التي تمكنت النسويات من تحقيقها إلا أن هناك قضايا لم تتمكن النسويات من حلها أو القضاء عليها إلى الآن مثلما أوضحت هاجر محمد، إحدى سيدات الفينميست، منها مثلاً أزمة ختان الإناث، التحرش، الإغتصاب، العنف ضد الزوجات، تزويج القاصرات، والتسليع الجنسي، وإجبار البنت على الزواج رغماً عن إرادتها، فجميع تلك القضايا بالرغم من اتخاذ خطوات في طريق حلها، إلا أنه لم يتم القضاء عليها بشكل نهائي إلى الآن .

وأكدت هاجر، أن مسئوليتها ومسئولية كل سيدة تؤمن بالنسوية وحقوق المرأة، أن تطرح تلك القضايا للنقاض المجتمعى، وتفرض على المجتمع تغيير مفاهيمه الخاطئة حول المرأة، ومنحها حقوقها، ومنع التعطى عليها، وتفوير الحماية اللازمة لها، التى تجعلها قادرة على العيش فى مجتمع آمن.

ورفضت هاجر اتهام النسوية بعدم تحقيق شيء للمرأة، لأان المتابع سيرى أن قضايا المرأة باتت تلقى اهتمامًا غير مسبوق، وبدأت الدولة تنتبه للقوانين الظالمة لها، وتعمل على تطويرها بما يناسب العصر الحديث، مثل قضايا الاغتصاب والتحرش.