«من لبن الماعز إلى حزام الثوب السيناوي».. أسرار ملكة الصحراء في سيناء
مخطئ من يظن أن المرأة السيناوية لا تهتم بزينتها وجمالها، بل العكس هو الصحيح، فهي تعلم جيدًا طبيعة الصحراء وجوها الحار جدًا، ومن ثم تعرف أنسب مواعيد الخروج إذا كانت ترعى عنزاتها فهي تخرج مبكرًا وتعود قبل أن تشتد حرارة الشمس، وقبل الخروج تغسل وجهها بلبن الماعز الذي يساعد على نضارة البشرة.
خصوصيات "مميزة" للمرأة السيناوية
لا تزال المرأة السيناوية تتمتع بخصوصياتها التي تميزها عن غيرها، ولعل أهم تلك الأشكال، الملابس والأزياء والحلي، فهي تشكل إلى جانب الزينة للمرأة الهوية التي تخص المكان والمرأة البدوية في سيناء، واختلافها عن غيرها كذلك.
ويشكل الموروث الشعبي واحدا من أهم ملامح هوية المجتمع السيناوي، كما تقول "نادية عبده" باحثة التراث، والملقبة ببنت البادية، فالثوب السيناوي أو الجلباب أيقونة الأناقة بالنسبة للمرأة، مشيرة في حديثها لـ«هير نيوز» إلى أنه منذ نعومة أظافر البنت البدوية تبدأ الأم بعمله كما فعلت أمها وهو من جماله يورث وتهديه لابنتها في عرسها الثوب الأول وهو ثوبهن الأصلي الجميل ويحتوي على روسومات مستوحاة من الطبيعة وهو بدون أكمام لكي تلبس المرأة من تحته أجمل ما عندها من فساتين، بالإضافة إلى وجود حزام لربط الوسط وله نقوش وملاليم ذهبية أو فضية.
ولفتت إلى أن قمة جمال البدوية في هذا الحزام؛ معللة بأنه يبرز وسطها النحيل ما يجعله مباراة في الجمال والأناقة، فيما أن الثوب الثاني مستوحى من بلاد الشام خاصة أهل غزة المصرية لقربهم من أهل غزة الفلسطينية.
البرقع
وأضافت: "كما ترتدي المراة البدوية مع ثوبها البرقع الذي يميز القبيلة البدوية التي تنتمي إليها"، مؤكدة أن البرقع حشمة ووقار وجمال للمرأة البدوية وعليه رسوم من الطبيعة وقروشات ذهب او فضة وتضع عليه عروسة من الذهب وعندما ترتديه يكون وضعه على أنفها غاية في الروعة والجمال، كما أكدت أن المرأة هي المرأة سواء في البادية أو أي مكان، الاهتمام بالجمال هو مرادها.
الكحل
وتابعت: "كما تهتم المرأة السيناوية بعيونها وهذا أيضا من وحي بيئتها تهتد بوجود الكحل في مكحلتها وتصر على عمله بيديها حتى تصل إلى النتيجة المرجوة"، موضحة أن الكحل عبارة عن مادة صلبة سوداء اللون حيث يوضع في زيت الزيتون حتى يتشرب به جيداً ثم يوضع في الشمس حتى يجف ثم يتم طحنها حتى تصبح ناعمة ثم يتم تنخيلها بواسطة شاشة ناعمة عليهما والذي يُحفظ في إناء صغير من المعدن يسمى المكحلة وغطاؤه مثبت به عود يسمى المِروَد أو المرواد، ويكون هذا العود مغموساً بالكحل عند إغلاق المكحلة فتعلق به ذرات الكحل الناعمة وهو الأداة التي يتم وضع الكحل بها على الجفون، لافتة إلى أنه لا يوجد امرأة من البادية تشكو من ضعف البصر أو أوجاع في عيونها.
فص فيروز طبيعي
وأردفت: "كما تهتم المرأة البدوية بشعرها اهتماما غير عادي لأنه سر جمالها تقوم بدهنه بسمن شيحي أو زيت زيتون أو لية كما تقوم بوضع إضافات تحافظ على طوله وسمكه، بينما لطراوة جلدها عامة يتم دهنه بزيت جوز الهند الطبيعي"، لافتة إلى أنهن كانت تحصلن عليه من أسواق غزة المليئة بخيرات الله، وفيما يتعلق بالعطور كانت معظمها عطور زيتية مثل العود وكان رخيصا في ذات الأوقات، وفي العصر الحديث حدث ولا حرج كل العطور تستخدمها المراة البدوية فهكذا تعودت، أما الحلي فهو عبارة عن خلخال ذهب أو فضة وعليه نقوش جميلة وتحميها من الحسد أو العين فضلا عن التباهي مع اقرانها، والخواتم فضة أو ذهب وتكون كبيرة ولابد أن يكون بها فص من الفيروز ، مشيرة إلى أن الكل يعلم أن راحة الجسد لابد أن تحمل فص فيروز طبيعي.
اقرأ أيضًا..