الزواج على طريقة مكتب التنسيق.. ما بين مؤيد ومعارض
الأربعاء 13/يناير/2021 - 07:15 ص
رندا ثروت
عبر فترات زمنية مختلفة اختلفت معايير الزواج، فقديمًا لم يكن البعض يهتم بمؤهل من يتقدم للزواج بقدر ما كان الاهتمام بالأخلاق ووجود مصدر دخل ثابت، وفي الوقت الحالي معايير الزواج أخذت اتجاه آخر وهو مدى التوافق بين الطرفين، وفقًا لأسماء الكليات ونسب المجموع، "هير نيوز" استطلعت رأي بعض الفتيات وهل يؤيدون تلك الفكرة أم يعارضونها.
"مين قال إن الكليات بتفرق، ومين أنها المصفى اللى بتصفى الناس، خلاصة التجارب اللي شوفتها، تؤكد إن اللي بيفرق هو الثقافة والأخلاق"، هكذا عبرت أسماء نجيب "صيدلانية "، عن وجهة نظرها في الزواج وفقًا للشهادة الجامعية واستكملت قائلًة: "الفكر المتقارب ومستوى الثقافة ليس له علاقة بنوع الكلية، فأنا لا أتفق مع تلك الأفكار، وأرى أن الدين والأخلاق والثقافة هم عمود البيت، فمن الممكن أن يكون الشخص متعلمًا، ولكنه جسد بلا روح وممكن يكون في أعلى المناصب ولكنه لا يعرف العفة ولا الشرف أو كيف يعامل بنات الناس".
وعن سبب انتشار ظاهرة الزواج وفقًا للكليات المتقاربة في القمة والنوع، أرجعت أسماء السبب إلى، " كثرة الفتن وتعرض الفتيات لمحتوى السوشيال ميديا، قائلةً، فالسوشيال ميديا لها دورًا كبيرًا في هذا الأمر، فهي تجعل الناس تقارن بين بعضها البعض طوال الوقت، فهناك بعض البنات تهتم باللقطة وخبر خطوبتها لفلان وصور لهم علي الفيس، وهناك الكثيرين يهتمون بفكرة الشو، رغم أنها تدرك بأن هناك أشياء تنقصها والنتيجة أنها لا تستطيع الاستمرار ويحدث انفصال.
وتابعت، "كما أن نظرة المجتمع ساهمت في هذا للأسف فمن الممكن البنت أن تكون البنت مقتنعة بشخص، لكن مجرد وجود ناس مريضة حولها يقارنون ويتكلمون عن فكرة مستوى الكليات يجعلها تخاف وتتراجع، وهذا طبعًا يتوقف على طبيعة شخصيتها،فأهم من كل هذا التحدث مع الشخص وتقييم فكره والبحث عن مدى وجود نقاط مشتركة بيننا نؤسس عليها حياتنا"
اتفقت يسرا عاطف، طالبة جامعية، في رأيها مع أسماء حيث قالت، أرى أن التوافق الفكري بين الطرفين هو الأساس، فاختيار الشخص يكون له عوامل كثيرة، ويبقى لكل واحد رأي ووجهة نظر مختلفة حسب الظروف والبيئة التي يتواجد بها، مؤكدًة أن الكلية ليست شرطا والمهم هو الشخصية.
أما رضوى حسن مهندسة، فقالت: "موضوع كلية وكلية هذا شخصية الرجل هي من تحدده، فإذا افترضنا هي دكتورة وهو خريج كلية آخرى لكن هو لديه عمل مناسب ومثقف ومتفهم لطبيعة عملها ورسالتها في الحياة ومرحب بتطورها، فهذا النموذج سينجح في حياتهما معًا، وشخصية آخرى ارتبطت بشخص ذو منصب ولكنه يوصف بأن تفكيره من العصر الحجري ويريد أن يلغيها، فهذا ينبيء عن فشل علاقتهما، ورأيت حالات كثيرة من تلك النوعية".
صابرين عبد الجليل " آداب إعلام " رفضت تلك الأفكار،قائلة، "إن الزواج بناء على الكلية أراه لا يفيد الطرفين، فالشيء المهم هو مدى نجاح الشخص في الدور الذي يقوم به، لكن كثرة الاهتمام بالمظاهر والخوف من نظرة الناس إذا أخذ كلية في نظرهم أقل، جعل الفكر السائد هو مراعاة اختيار الكلية ضمن شروط الزواج".
واختلفت آيات محرم، كلية تجارة، مع وجهات النظر السابقة، حيث قالت، "أرى أن الزواج من نفس المجال يعزز من التفاهم بين الطرفين ويكون فيه تقدير أكثر، فإذا طبيبة تزوجت من مجال غير الطب فربما لا يستوعب هذا الشخص طبيعة موضوع النبطشيات ومتابعة المرضى".
وتابعت، ورأيت قصة لطبيبة تزوجت من رجل خريج حقوق وآخرى طب وتزوجت من خريج تجارة وحدث بينهم انفصال، فالبنات اللواتى تخرجن من كليات القمة غير ملائم لهن أن يتزوجن من كليات أدنى من كلياتهن، لأن هذا يجعل الست ترى أن زوجها أقل منها، وهذا نتاج لتقسيم الكليات بين مسميات القمة والقاع، وهذا ما وثقه الإعلام الذي كان يعظم كليات بعينها كأن باقي الكليات ليس لها فائدة، ومع ذلك لكل قاعدة شواذ "
واتفقت وسام عبد العواض مع رأي آيات بأهمية التوافق بين الكليات وعللت بذلك قائلًة، "حين يكون الشريكان من نفس المجال التعليمي سيكون هناك تقارب أكثر وتقبل لطبيعة العمل، فحين يتزوج الطبيب من طبيبة سيصبح التفاهم أكثر."
أما رشا عبد الحفيظ " مهندسة " فقد قارنت بين الزواج قديما وفي الوقت الحاضر،قائلة، " قديما كان الرجل مؤهل عالي وتجد زوجته غير مستكملة لتعليمها كان أغلب النساء لا يعملن أصلا ومجرد وجود زوج يعمل ويستطيع فتح بيت كان هذا كافي، كذلك رؤية الأب في الزوج المتقدم كانت كافية هذا طبعا بعد القبول النفسي للبنت، فكانت البنات ليس لديهن خبرة، أما الآن الوضع تغير، فالأمر تعدى فكرة التوافق الفكري ليصل لحد حب التباهي والخوف من نظرة المجتمع، لنجد البنات الآن هي التي تضع الشروط مع صغر سنها وقلة خبرتها، لذا أحيانا تكون شروطها سطحية".
الدكتورة نجوى عثمان "طبيبة" لخصت تلك الآراء في وصفها للزواج، حيث قالت، "الزواج فعلًا زي ماتش الكورة هات وخد وملوش قاعدة متغير بشكل كبير "، وأضافت، لو البنت كليتها أعلى من الرجل، فمن الممكن أن يسبب ذلك مشكلة، وممكن عند شخص آخر لا يسبب، فالأمر يتوقف على شخصية الفرد نفسه، لو رجل واثق من نفسه لا يهمه الفرق".
وحول رأى علم الإجتماع فى هذا الموضوع، أكد الدكتور الفنجري غلاب نائب مدير مركز الحداثة للدراسات الاجتماعية والتنموية،مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الوادي الجديد،" إن معايير الزواج هي معايير نسبية تختلف من شخص لشخص آخر وتختلف من أسرة لأسرة آخرى، وتختلف من الريف للحضر وتختلف من مجتمع لمجتمع آخر، وتختلف باختلاف الزمان والمكان.
وتابع، فلم يعد هناك معايير محددة وثابتة كما حددها النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث نبوي شريف، مثل إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، والحديث الآخر تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ونسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وأضاف، إن الأمر الآن أصبح لدى العديد مرتبط بالوجاهة الاجتماعية والمكانة الاقتصادية والمركز الاجتماعي والثقافي والأسرى وانتشر زواج المهن سواء المهن الشخصية أو المهن العائلية فابنة المستشار يفضل أن تتزوج من وكيل نيابة أو ضابط شرطة، وابنة الطبيب أو الطبيبة تفضل أن تتزوج من طييب، والمهندسة أو ابنه المهندس تفضل أن تتزوج من مهندس وهكذا، وهذا أمرنسبي أيضا كما ذكرنا يختلف باختلاف الأشخاص والأسر، فهناك من يبحث عن المستوى التعليمي وهناك من يبحث عن المستوى الاجتماعي وهناك من يبحث عن المستوى الاقتصادي.
واستطرد، وهكذا نجد طبيبة تتزوج من رجل أعمال حاصل على دبلوم ونجد مهندسة تتزوج من طبيب، وهكذا وهناك من يبحث عن التدين بغض النظر عن الجمال والحسب والنسب والتعليم وما شابه ذلك، وأحيانًا يكون الاختيار وفقًا للمهنة أو الكلية خاصة كلية الطب يكون سببه الرئيسي فهم طبيعة المهنة وظروفها ومسؤلياتها، وبالتالي التقليل من المشكلات الأسرية التي قد تنتج بسبب تأخر الطبيبة أو الطبيب في المستشفى أو العيادة، وخلاصة القول أن معايير الزواج معايير نسبية إلى حد كبير."