«امتهنت الطب أبًا عن جد».. هند الشربيني.. الرئيس التنفيذي لأكبر شركة طبية بالشرق الأوسط
الأربعاء 13/يناير/2021 - 02:50 ص
رضا يوسف
هند الشربيني، أخصائية في الأمراض السريرية والمناعية، ولدت وترعرعت في كنف عائلة مليئة بالأطباء، حيث مارس أبواها وجداها مهنة الطب، وفي البداية لم تكن مهتمة في مواصلة السير على الدرب نفسه، وركزت على دراسة الاقتصاد، إلا أن والدها أقنعها في النهاية بإعادة التفكير في الأمر، مما دفعها لدراسة الطب في مصر، ثم في أمريكا.
حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال، وكلك درجة الماجيستير في علم الأمراض السريرية من جامعة القاهرة، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة، للحصول على درجة الدكتوراه من كلية طب "كورنويل"، "بنيويورك"، وكان ذلك في عام 1998، فحصلت أيضًا على دكتوراه في مجال الرعاية الصحية وعلم الأوبئة من جامعة (Emory)، وعادت إلى مصر في عام 2000، حيث بدأت عملها في الجامعة وبالمعمل الذي أسسته والدتها.
كانت مهتمة أكثر بمجال الاقتصاد في البداية، قبل أن يدفعها عدد من عمليات الإندماج لتصبح المسؤولة عن أكبر شركة لمعامل المختبرات الطبية في مصر، فهي الرئيس التنفيذي لأكبر شركة تشخيص أمراض مصرية، تم تشكيلها من خلال دمج شركتي المختبر ومعامل البرج، تحت رئاسة الشربيني، وتقدم هذه الشركة أكثر من 1000 خدمة تشخيصية، بما في ذلك الأمراض والتشخيص الجزئي والوراثة وغيرها، ويبلغ عدد هذه المختبرات أكثر من 290 فرع موزعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقد قادت شركتها للاكتتاب العام فى بورصة لندن للأوراق المالية ورفعت قيمة الشركة إلى 668 مليون دولار أمريكي.
عملت في المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن مكافحة انتشار الأمراض المعدية، كما شغلت الشربينى منصب عضوية مجلس الجمعية الأمريكية لعلوم الأمراض السريرية، وكذلك عضوية مجلس الجمعية الأمريكية لعلوم الأمراض السريرية في مصر.
وعادت إلى مصر، حيث عملت محاضرة بكلية الطب في جامعة القاهرة، قبل أن تقرر الانضمام إلى معامل (MK Labs) التي أسستها والدتها مؤمنة كامل عام 1979، وبدأت تطوير المعمل ليصبح شركة رسمية، ذات هيكل رئيس، وأنظمة لإدارة الحسابات والموارد البشرية، وكانت هذه نقطة تحوّل كبيرة، ساهمت في وضع حياتها المهنية على مسار جديد.
وفي عام 2004، دمجت شركة (MK Labs) مع شركة "المختبر" للاختبارات الطبية، وأصبحت "هند" الرئيس التنفيذي للشركة، ليبدأ الهيكل الأساسي لما أصبح بعد ذلك مجموعة (IDH) بإرساء أولى دعائمه، وفي عام 2008، استحوذت شركة الأسهم الخاصة القائمة في دبي "أبراج" التي كانت تعد قوة استثمارية محركة في الأسواق الناشئة وقتها، وحصلت"هند" على منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة الجديدة، بينما ظلت والدتها في الشركة، حيث لا تزال تشغل منصب رئيس مجلس إدارة معمل "المختبر" حتى الآن.
ورصدت مجلة فوربس الأمريكية، قصة نجاح الطبيبة المصرية في تحويل معمل واحد أسسته والدتها إلى مؤسسة كبيرة بها ما يزيد عن 4 آلاف موظف، ولها 290 فرعًا، و4 معامل مركزية في الشرق الأوسط، وكانت في عام 2015 أول شركة مصرية متخصصة في الرعاية الطبية تطرح للعرض العام الأولى في لندن.
لتظل مجموعة التشخيص المتكاملة القابضة واحدة من بين أقوى المجموعات في المنطقة، مع تمتعها بحصة سوقية تزيد عن 50 % من سوق الفحوص الطبية المصرية، المجزأة وغير المستغلة بطريقة كافية، وبعد أن زادت الأرباح المحققة بمقدار 4 أضعاف خلال 5 أعوام ماضية، رأى بنك الاستثمار القائم في دبي أن المجموعة ستحافظ على معدل نمو قوي.
وبرز الدور الرئيسي لمجموعة التشخيص المتكاملة المصرية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تقودها هند الشربيني في ظل صراع العالم لمكافحة فيروس كورونا، حيث تقع مسؤولية إجراء الاختبارات والفحوصات الطبية على مجموعة من المعامل الحكومية، والمراكز الطبية الأكاديمية، والمستشفيات، والجهات التجارية العاملة في القطاع، وهنا يأتي دور معامل التشخيص المتكاملة.
وعبر علاماتها المختلفة، تعد المجموعة أكبر جهة فاعلة خاصة في مجال التشخيصات والفحوصات الطبية في مصر، والتي تدير أكثر من 100 فرع في جميع أنحاء الدولة، واحدة من أكبر الشركات الخاصة التي يمكن القول أنها منافس محتمل للمجموعة، وقد ارتفعت التوقعات بشأن (IDH) منذ قادت هند الشربيني الشركة إلى الاكتتاب العام في سوق لندن للأوراق المالية.