"غرفة القاهرة": إلغاء "النيش" يُنعش مبيعات الأدوات المنزلية
الثلاثاء 12/يناير/2021 - 01:38 م
نها رضوان
- فتحي الطحاوي: فكرة إلغاء «النيش» من «الخزعبلات» التي لا يمكن تنفيذها
تتشبث معظم السيدات المصريات في بعض المناطق وخاصة الريفية بفكرة «النيش» كبير الحجم، إذ أنه في بعض الموروثات المجتمعية دليلًا على حسن تجهيز العروسة، ففي المناطق الريفية يوضع في «النيش» نحو 5 أنواع مختلفة من أطقم الأطباق، إضافة إلى 6 أنواع من أطقم الكؤوس، ومثلهم من الأكواب.
يضاف إلى مكونات «النيش» شنطة عملاقة لطقم المائدة «المعالق والشوك»، وطقم «الجاتوه» الذي يتكون من أطباق مزخرفة مع عدد من الفناجين، ناهيك عن أطقم الفناجين، وصواني التقديم التي تختلف في الأشكال والأنواع.
وتعد مكونات «النيش» من الكماليات فقط، إذ أنه توارثت السيدات المصريات فكرة «تقديس النيش» بعدم استخدام مكوناته أبدًا، إذ أن «المطبخ» يحتوي على الأطباق والأكواب والكؤوس والمعالق وغير من المنتجات المستخدمة فعاليًا في المنزل، وعليه لا يتم فتح «النيش» إلا في مناسبات قلما تأتي.
وتتجدد مطالبات من فترة للأخرى بإلغاء «النيش» للتيسير وتخفيف العبئ عن كاهل الأهالي عند تجهيز بناتهن، والمطالبة بتحطيم ثقافة البزخ وشراء كماليات يهدر معها المال، وهنا يطرح سؤال هل تتأثر مبيعات قطاع الأدوات المنزلية إذا استجاب المصريون لمطالب إلغاء «النيش»..؟
يقول فتحي الطحاوي، نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية بالغرفة التجارية بالقاهرة، ردًا على هذا السؤال، إن فكرة إلغاء «النيش» من «الخزعبلات» التي لا يمكن تنفيذها، لأن «النيش» يعد قطعة جمالية من أساسيات أثاث المنزل، توضع فيه القطع الثمينة كلمسة جمال مكملة لديكور المنزل، والمطلوب ليس إلغاء النيش بل تغيير ثقافة شراء مالا يستخدم.
وأوضح الطحاوي في تصريح لـ «هير نيوز» أنه ليس مؤيدًا لفكرة «إلغاء النيش» عامًا، وأنه مع فكرة «النيش» صغير الحجم أو ما يطلق عليه «دولاب فضية»، الذي يحتوي على طقم أطباق وبعض الكؤوس والأكواب، يحتوي على قطع قليلة في العدد إلا أنها ذات جودة عالية، وتتسم بالفخامة والذوق، وليس مع فكرة «النيش» كبير الحجم الذي توضع فيه 500 قطعة غير مستخدمة.
وأضاف نحتاج إلى تغيير ثقافة الشراء، وثقافة جهاز العروس، وعمليًا فإنه إذا تم «إلغاء النيش» فذلك في صالح قطاع الأدوات المنزلية، لأن السيدات لن يقمن بشراء أطقم كاملة، لمرة واحدة، وتكديسها في «النيش»، لكنها إذا اشترت ما تحتاج إلى استخدامه، سيتوفر لديها السيولة المادية للشراء وتجديد مطبخها باستمرار، فإن ذلك يعني أن مبيعات الأدوات المنزلية ستنتعش وتزيد، مع زيادة استخدام السيدات للسلع، مع استمرار عملية الشراء، إذ أن المهم إن «التاجر باع بكام وليس باع كما قطعة».
وأشار الطحاوي إلى أنه يتمنى أن تتغير ثقافة الشراء لدى السيدات، والتحول من شراء الأطقم الكاملة التي يوجد بها قطع غير مستخدمة في البيت المصري، إلى شراء المفردات، أي بدلًا من شراء طقم صيني عدده 135 قطعة ويحتوي على «براد وفناجين شاي» غير مستخدمة في المنزل المصري، تستطيع شراء ما تحتاجه من أطباق وفناجين فقط، إذ أنه توجد العديد من الأشكال الجميلة من المنتجات المفردة، وذلك سيوفر معها في السعر.
واستطرد قائلًا: "إن المصانع تقوم بصناعة ما يلائم الذوق العام للمجتمع، وعليه يوجد في المحلات أطقم عددها 135 قطعة، ومع الظروف الاقتصادية الراهنة، تم تصنيع أطقم 66 و24 قطعة، وعليه أمام السيدات حرية الاختيار وفقًا لذوقها واحتياجاتها، ومع تغير ثقافة الشراء، بشراء المفردات بديلًا للأطقم ستزيد المصانع من صناعة القطع المفردة، التي تعد الأن الاختيار الثاني وليس الأول في سياسة المستهلكة المصرية الشرائية، إذ أن الغالبية يفضلن شراء الأطقم الكاملة".