رفعت عارف يكتب: "الإتيكيت" مفهومه ومعناه
يتنوع تفسير كلمة " الإتيكيت " في
القواميس الأجنبية والتي عربت الكلمة منها، كما تتنوع أيضاً في مفهومها العام لدى
الناس، وفي كلتا الحالتين ترد الكلمة بمعان كثيرة تكاد تتقارب من بعضها البعض،
منها: الذوق العام، والذوق الاجتماعي، وقواعد السلوك وآدابه، والأصول واللباقة،
وفن المجاملة، والخصال الحميدة، والكياسة والمرعيات، وفن التصرف في المواقف الحرجة.
وكلمة إتيكيت استخدمت كرمز لقواعد السلوك
الاجتماعي ولكن الكلمة في حد ذاتها تتحدد لكلمة التكيت أي بمعنى تذكرة، وقد استخدم
هذا اللفظ إتيكيت منذ سنين طويلة عندما ضيف تذكرة تحمل رقماً وفقاً للأسبقية حضوره
إلى القصر مثلما هو متبع الآن في أغلب الاستقبالات أن يمنح الضيف رقماً من ماكينة
تعمل تلقائياً لتساعد على ترتيب أسبقية حضور الضيوف، وتطور هذا المرادف من جيل إلى
آخر ليستخدم كلمة الإتيكيت للدلالة على قواعد السلوك الاجتماعي.
وفيما يلي نلقي نظرة سريعة على بعض المعاني
التي وردت بها كلمة " الإتيكيت ".
1- الذوق
العام والذوق الاجتماعي:
التأدب في معاملة الناس هو الذوق الرفيع،
فمن يحسن معاملته للناس فهو صاحب ذوق رفيع تبعاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
" يا أبا ذر أتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسن تمحها وخالق الناس بخلق
حسن " وقوله أيضا: " عاملوا الناس بما تحبوا أن يعاملوكم به".
والذوق العام يفسر بأنه: مجموعة من الطرق
والعادات الشخصية التي تنظم السلوك الملائم في المجتمع، وهي سمة تنتشر كأحد وسائل
الضبط الاجتماعي بحيث تنظم العلاقات الخارجية للأفراد مع الجماعات.
2- قواعد السلوك وآدابه:
يعرف السلوك بأنه " كل تصرف أو نشـاط
يقوم به الفرد، وكل تصرف يقع منه؛ نتيجة لتفاعله ولتعامله مع البيئة التي يوجد
فيها ".
ويعد السلوك الاجتماعي ميزان الرقي في الأمم،
غير أنه من العسير الاجماع على سلوك اجتماعي خاص يتخذ ميزاناً لذلك الرقي، ففي وسع
كل جماعة أن تدعي أن سلوكها الاجتماعي هو النموذج الأعلى والمثل الكامل عملاً بقول
الله تعالى {وكل حزب بما لديهم فرحون} ( سورة المؤمنون الآية 53 ).
ولعل هذا ما يفسر اخـتـلاف قـواعد السلوك
الاجتماعي باخـتـلاف الجماعات والأمم واختلاف العصور وقول الله تعالى {ولو شاء
الله لجعلكم أمة واحدة} ( سورة النحل الآية 93 )، إلا أن هناك فضائل عامة تقع موقع
الإجماع في الجماعات يمكن أن تتخذ مقياساً للسلوك الاجتماعي الرفيع.
إن تحسين سلوك الإنسان والرقي به نحو السلوك
الحسن هو أحد أهم معاني وأهداف الإتيكيت.
3- الأصول واللباقة:
كثيراً ما يشار إلى الإتيكيت على أنه من
التعرف الشخصي على الأصـول فـي كـافـة المناسبات وذلك من طريقة المقابلة وتقديم
الأكل وطرق الحديث وأصل الشيء هو الأساس الذي تبنى عليه الأشياء.
قد وضع الإتيكيت أسساً عدة هدفها تنظيم
علاقة الإنسان بالإنسان والأشياء المحيطة به، وقد حرص الإتيكيت على أن تكون هذه
الأصول مقبولة اجتماعياً ولائقة لديهم.
4- فن المجاملة والخصال الحميدة:
الإتيكيت هو مجموعة من القواعد والمبادئ
التي تنظم المجاملات في مختلف المناسبات والحفلات والمأدب الرسمية والاجتماعية.
ويمكن تعريف المجاملة بأنها فن الإرضاء وهي الصفة التي تجد طريقها إلى كل قلب
وتعطي فكرة حسنة عن صاحبها، وهي تقوم على أساس أن يراعي المرء ويضع في اعتباره
شعور وأماني الآخرين.
والمجاملات والإخلاص والبساطة واللباقة من
الصفات البارزة التي تدل على الأصل الطيب ولقـد جـامل ربنا رسـوله حين قال الله
تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}، ( الأنفال الآية 33 ).
5- الكياسة والمرعيات:
الإتيكيت هو فن الكياسة والتصرف المقبول
اجتماعياً، وفن مراعاة الخلق والمهارة في التعامل مع الآخرين؛ بحيث يشجع الإنسان
على حسن المعاملة وفي الوقت نفسـه عبـر مجموعة من المرعيات القائمة على حسن
المعاملة والمقابلة والحديث مع الغير وكلها قيم تنبع من شخصية سوية تعبر عن ذاتها
دون تكلف وتدل على مدى إيمانها واحترامها لعاداتها وتقاليدها ومدى تمسكها بمكارم
الأخلاق وبالتصرفات المقبولة اجتماعياً.
6- فن التصرف في المواقف الحرجة: