بقلم منصور الضبعان: الصلاة على المسرح الكويتي يرحمكم الله

قدّم الرواد في مصر والكويت مسرحا نموذجيا وأعمالا خالدة، كان «احترام المتلقي» منطلق كل الأعمال، وكان النص باذخا، وكان الأداء احترافيا بشكل مذهل، وكانت «الحبكة» عالية، لتبقى بصمة «الأعمال» راسخة في الأذهان، عالقة في الروح، تهرب إليها الأجيال المتعاقبة، لأنها تفتقد للدراما العميقة، بعد أن وجدت ذاتها تغرق في تفاهات لا يمكن استيعاب الجهد والوقت والمال، الذي بذل من أجلها.
(2)
المسرح الكويتي من «عشت وشفت» 1964، وحتى «قناص خيطان» 2002، مرورا بـ«على هامان يا فرعون»، و«عزوبي السالمية، و«باي باي لندن»، وأعمال أخرى تثقّف وتنير قبل أن تُبهج وتُضحك، كان يُنتظر بلهفة، وكان قِبلة، وقُبلة، وكان نقدا، وعلاجا.
(3)
رحل الرواد، وخلفَ من بعدهم خلفٌ تجرأوا على المسرح، ولأنهم كانوا يعتقدون أن المسرح للمال، والشهرة، و«الضحك»، غرقوا وأغرقوا في التفاهة، وقدموا أشياء- لا تُسمى أعمالا- لا علاقة لها بالفن، لا نصا، ولا حبكة، ولا أداء، ولا احتراما للمتلقي، فشل يبدأ وينتهي في حينه.
(4)
ضعف التفكير النقدي لدى المتلقي أزمة، وثغرة استغلتها «قروبات الظلام» المسرحية لتعبث في قيمة «المسرح» كأداة نقد، ومنبع تنوير، ومشعل تثقيف، وعامل وعي، وقد التقيت نجما مسرحيا معروفا، قال: النص 4 أوراق، ومدة العرض 3 ساعات!
(5)
المسرح الكويتي مر بمرحلة «اعتلال»، وقبض عليه مجموعة من الدخلاء الذين يظنون المسرح للضحك فقط، و«القطّات»- أي الإفيهات- توقع المراقبون أن يتشافى، ولكنه انتقل من الأعمال التي لا تليق بقيمة المسرح، إلى إعادة مسرحيات قديمة خالدة من زمن الروّاد، والعبث بها، على مرأى ومسمع من الجهات المعنية!
(6)
علمنا عبدالحسين عبدالرضا، ورفقاه، حب الكويت، واللهجة الكويتية، والمسرح العميق الموقر المبجل، لذا نرفض كل عمل مبتذل، فعلى من يهمه الأمر إنقاذ الوضع، وتقديم مسرح بكر ذي قيمة، في إطار احترام المتلقي.