علماء الأزهر: التحول الجنسي واجب في حالة واحدة.. و"الطنجير" حرام
تعتبر إشكالية عمليات تحويل الجنس من الرجل للمرأة أو من
المرأة للرجل، إشكالية حديثة، أفرزتها ثورة التقدم والانفتاح على العالم، فلم تكن
هذه الأمور موجودة من قبل، ولم يسبق لنا أن سمعنا مثل هذه الأمور حتى قبل منتصف
القرن الماضي.
ولعل الأمثلة على هذه الأمور عديدة لا يتسع المجال هنا
في ذكرها، فنحن هنا بصدد طرح المشكلة شرعا وليس طبيا، فما حكم تلك العمليات، وهل
بالفعل هناك حالات تصبح فيها عمليات التحويل الجنسية حلالا؟
التحويل حلال في هذه الحالات
فكرة التحويل الجنسي أو تغيير الجنس ارتبطت بمفهوم أن
بعض الناس يرغبون بتحويل جنسهم من ذكر لأنثي أو العكس، وقد تزايدت في المجتمعات
الغربية نظرا لما أطلقوا عليه في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية بـ"الثورة
الجنسية".
لكن في الدول العربية لم يظهر بشكل واضح إلا في بداية
الألفية الحالية، وارتبطت لدى مجتمعاتنا العربية بالشرع والدين، فهل بالفعل هناك
حالات يكون فيها التحويل حلالا؟
الدكتور جاد الحق، شيخ الأزهر السابق، رحمه الله، كانت
له فتوى شهيرة في هذه القضية، أفتى بها في العام 1981م؛ حيث أكد على أن إجراء عملية
جراحية بتحويل الرجل إلى امرأة أو العكس جائز.
واشترط جاد الحق في فتواه، بأن تكون جائزة في حالة إذا كان
المقصود منها إبراز عضو خلقى مطمور ولا يجوز ذلك لمجرد الرغبة فى التغيير فقط.
واستدل شيخ الأزهر في فتواه، بحديث أسامة بن شريك الذي
قال فيه: "جاء أعرابى فقال يا رسول الله أنتداوى؟، قال نعم فإن الله لم ينزل داء
إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله".
وقائع في عهد النبوة
كما استدل بواقعة أم سلمة حيث كان النبي عندها، وفى البيت
مخنث فذكرت ذلك للنبي، فقا لها: إن لم تعرف منه الفاحشة وإن كان ذلك فيه خلقة فلا لوم
عليه.
وتابع جاد الحق في فتواه، بأنه يجوز إجراء جراحة يتحول بها
الرجل إلى امرأة، أو المرأة إلى رجل متى انتهى رأى الطبيب الثقة إلى وجود الدواعى الخلقية
فى ذات الجسد بعلامات الأنوثة المطمورة، أو علامات الرجولة المغمورة، باعتبار هذه الجراحة
مظهرة للأعضاء المغمورة تداويا من علة جسدية لا تزول إلا بهذه الجراحة.
وشدد شيخ الأزهر السابق، على أنه لا تجوز هذه الجراحة لمجرد
الرغبة فى التغيير دون دواع جسدية صريحة غالبة، وإلا دخل فى حكم حديث (لعن رسول الله
المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال أخرجوهم من بيوتكم).
اقرأ
أيضًا..
ردود أفعال قوية على تصريح "زواج المساكنة" لمحمد عطية.. والإفتاء تتدخل
آراء كبار علماء الأزهر
الدكتور
أحمد الطيب، شيخ الأزهر، شدد على أن التحول الجنسي دون وجود
ضرورة طبية هو انحراف واضح عن سنة الله في خلقه، وأن كل الأديان حذرت من الوقوع فيه،
كما أن الفطرة البشرية ترفضه وتأباه.
ونشر
الإمام الطيب فتواه على صفحته الرسمية بمناسبة اليوم العالمي للمتحولين جنسيًا، مؤكدًا
أن الله خلق الإنسان وصوره في أحسن صورة، وأن التحول الجنسي هو محاولة بائسة لتغيير
خلق الله واتباع للشهوات تحت دعاوى الحرية الزائفة.
فتوى جديدة
أما
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، قال أيضًا: إن هناك حالة وحيدة تعتبر فيها عملية التحويل الجنسي جائزة، بل وواجبة شرعًا.
واستطرد
جمعة، بأنها في حال "الخنثى" أو الجنس الثالث، فواجب عليه وعلى الأسرة وعلى
من يستطيع أن يصحح الحالة، فهذا يخرجه من الحيرة ويؤدي به إلى أداء العبادات والمعاملات
بصورة شرعية سليمة.
ونبه
المفتي السابق، إلى وجود حالة لا يجوز فيها التحويل ويصبح حرامًا وممنوعا شرعًا، وهي
حالة "الطنجير"، وهو الشخص الذي يسعى لإلصاق نفسه بالفتيات ويتطبع
بطبعهن ويرتدي ملابسهن.