بسبب أزمة كورونا.. 2433 مليون امرأة تعرضن للعنف
تعتبر ظاهرة العنف الاسري، واحدة من الجرائم التي يشهدها المجتمع المصري، حيث تعد وسيله لقهر المرأة المصرية، خاصة وأنها شهدت ارتفاعًا ملحوظًا من انتشار فيروس كورونا القاتل العام الماضي، وتسببت في ارتفاع معدلات الطلاق بشكل كبير.
ولكن الإحصائيات الحديثة، ما بعد الإغلاق، حول العنف الأسري تبدو مذهلة حقًا، وتستوجب اتخاذ إجراءات حازمة من قبل الحكومات، على الرغم من أنها لا تجعل من العنف الأسري ما قبل الوباء أو الجائحة أمرًا عاديًا أو مقبولًا على الإطلاق.
العنف الأسري
كشفت تقارير ودراسات عالمية ومحلية حول العنف الأسري، ضد الإناث عمومًا، أن نحو 2433 مليون امرأة وفتاة تعرضن لأشكال من العنف الأسري والتحرش الجنسي والإساءة خلال الشهور الإثني عشر الماضية،مؤكدًة أن هذه الأشكال من العنف تضاعفت منذ بداية تفشي فيروس كورونا الجديد، وبدء الدول بتطبيق إجراءات الإغلاق والحجر الصحي المنزلي، خصوصًا منذ منتصف شهر مارس الماضي.
كورونا يساعد
الدكتورة عزة عبدون، أستاذ علم الاجتماع، قالت، إن العنف الأسري لم يكن وليد اللحظة، وإنما ظهر بشكل كبير خلال الفترة الماضية بسبب تواجد المرأة والرجل لساعات طويلة في المنزل بسبب انتشار فيروس كورونا وتطبيق حظر التجوال، مشيرًة إلى أن هناك العديد من الأسباب وراء انتشار هذه الظاهرة، أبرزها الأعباء الاقتصادية على الزوج.
وأكدت "عزة"، في تصريح خاص لـ" هير نيوز"، أن الأسرة السوية من بداية الحياة الزوجية خالية من الأزمات والعنف الأسري، ولذلك الاختيار الخاطئ من البداية يتسبب في افتعال الكثير من الأزمات، مما يؤثر سلبيًا على الطفل، ويحدث شرخًا كبيرًا في الحالة النفسية الطفل، ولذلك فهم في حاجة ماسة إلى الدعم النفسي لمواجهة هذه الظاهرة.
وبسؤالها عن كيفية مواجهة هذه الظاهرة، أوضحت أستاذ علم الاجتماع، إنه لابد أن يقتنع الطرفان بوجود مشكلة أو أزمة حقيقية بينهم، ولابد من حلها أو بترها نهائيًا، ثم يتم الاستعانة بدكتور نفسي أو استشاري علاقات أسرية أو بمؤسسات مجتمع مدني، مطالبًة وسائل الإعلام بتدشين عدد من حملات التوعية لاقتلاع هذه الظاهرة من جذورها.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نادية جمال الدين، استشاري العلاقات الأسرية، إن تفشي فيروس كورونا القاتل تسبب بشكل كبير في ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع المصري لأسباب لم تذكر، لافتًة إلى أن تواجد الزوج والزوج لأوقات طويلة في المنزل تسبب في انتشار العنف الأسري في المنازل.
وتابعت:" كلمة الطلاق في وقت انتشار فيروس كورونا بتتقال زي صباح الخير بين الزوج والزوجة"، مشيرًة إلى رؤية الطفل لمشاهد العنف الأسري بين الأم والأب تتسبب في التشوه الفكري والنفسي للأطفال والتأخر دراسيًا، وإصابتهم بسلوك عدوانى تجاه الأصدقاء.
وسردت استشاري العلاقات الاسرية واقعة، قائلًة:" في إحدى الاستشارات أكدت الفتاة على أنها تقوم برفض فكرة الزواج، لتجنب تكرار الحياة الأسرية بين الأم والأب، نظرًا لمشاهدتها تعذيب أمها".
عقوبة العنف الأسري فى القانون
ينص قانون العقوبات على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر، ولا تقل عن الشهر، أو بغرامة مالية لا تقل عن ألف جنيه أو كليهما معاً كل من ارتكب جريمة من جرائم العنف الأسرى ضد النساء المقيمات معه فى السكن سواء كن زوجة أو بنات أو أخوات أو قريبات أو خادمات ما لم تكن الجريمة معاقباً عليها بعقوبة أشد فى قانون العقوبات المصرى، وفى حالة العود يعاقب مرتكب الجريمة بالحبس مدة لا تزيد عن سنة وغرامة لا تقل عن ألف جنيه.