من هي كعيبة بنت سعد؟.. أول ممرضة في الإسلام وصاحبة أول مستشفى ميداني بالتاريخ
تعتبر كعيبة بن سعد صحابية جليلة عرفت بأنها أول طبيبة وممرضة في الإسلام، وصاحبة أول مستشفى ميداني في التاريخ، اسمها يطلق على عددٍ من المدارس والشوارع والمباني التعليمية والمؤسسية في العالم الإسلامي.
أُطلق اسمها على كليةٍ في الأردن للتمريض والقبالة في مدينة الرصيفة، وتمنحُ المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وسامًا باسمها.
تمنح كلية الجراحين الملكية في أيرلندا جائزة باسمها أيضًا، لطالبٍ مميزٍ في كل عام، وهناك العديد من الجوائز والأوسمة التي تحمل اسمها حول العالم، فهي السيدة كعيبة بنت سعد "رفيدة الأسلمية.
نسبها وسيرتها
اسمها كعيبة بنت سعد، ولقبها رفيدة الأنصارية أو الأسلمية، تنتمي لقبيلة أسلم وهم من بني أسلم بن أفصي، من بني إلياس بن مضر.
كانت ممرضة عاشت في أواخر العصر الجاهلي وأدركت صدر الإسلام، عُرِفت بصفتها أول ممرضة وجراحة في الإسلام، كما كانت طبيبة متميزة في الجراحة؛ ولذلك اختارها النبي محمد لتقوم بعملها في خيمةٍ متنقلةٍ أثناء المعارك.
وُلدت رفيدة على الأرجح في المدينة المنورة في قبيلة أسلم، وعاشت هناك حتى هاجر النبي محمد وأصحابه من المهاجرين إلى المدينة، فأسلمت وبايعت النبي بعد الهجرة.
وشاركت في الغزوات في العصر النبوي، فكان أول دورها في غزوة الخندق؛ حيث أُقيمت لها خيمة في المسجد النبوي، وعندما أُصيب سعد بن معاذ بسهم في غزوة الخندق، أمر النبي الصحابة أن يُحولوه إلى خيمة كعيبة.
اقرأ
أيضًا..
قاتلة مسيلمة الكذاب.. "نسيبة بنت كعب" أول مقاتلة في صفوف جيش المسلمين
تدريبها لأمهات المؤمنين
كان النبي يمر على خيمتها ليتفقد الجرحى، ولم يكن عملها مقصورًا على الحروب والغزوات فقط، بل كانت تداوي مرضى المدينة، كما شهدت غزوة خيبر، وأسهم لها النبي بسهم رجل.
دربت نساء أخريات، منهن أمهات المؤمنين مثل عائشة بنت أبي بكر لكي يصبحن مداويات للجرحى، كما كانت تدخل أرض المعارك وتحمل الجرحى، وتُضمِّد جراحاتهم، وتُسعفهم، وتسهر على راحتهم، وتواسيهم، وكانت تنقل في خيمتها متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها على ظهور الجمال إلى أرض المعارك، ثم تُقيمها أمام معسكر المسلمين.
نايتيجيل ليست أول ممرضة
هناك اختلافٌ تاريخيٌ حول أول طبيبةٍ وممرضةٍ في التاريخ؛ حيثُ تنسب الشعوب الغربية هذا اللقب إلى فلورنس نايتينجيل والتي تُعرف برائدة التمريض الحديث، بينما يؤكد آخرون أن رفيدة أول طبيبةٍ وممرضةٍ في التاريخ.
كانت تُمارس التمريض والجراحة في المعارك في 620 ميلاديًا، فأدخلت التمريض إلى العالم الإسلامي قبل 1,200 سنة من فلورنس نايتينجيل، وأنها مؤسسة التمريض في العالم الإسلامي.
عائلتها معروفة بالطب والتمريض
نشأت في عائلة لها صِلَة قوية بالطب، فوالدها سعد الأسلمي كان طبيبًا ومعلمها الخاص؛ حيث اكتسبت منه خبرتها الطبية، وكرست نفسها للتمريض ورعاية المرضى، وأصبحت طبيبة متخصصة.
مارست مهاراتها في خيمتها التي كانت تُقام في العديد من الغزوات، حتى في المسجد النبوي نفسه؛ حيث أمر النبي مُحمَّد بنقل الجرحى إلى خيمتها، والتي توصف بأول مستشفى ميداني في الإسلام.
مكانتها في العالم
أطلق اسم رفيدة الأسلمية على عددٍ من المدارس في فلسطين والأردن ومصر والكويت والسعودية، وعددٍ من الشوارع في الأردن والسعودية، كما أُطلق اسمها على مبنى كلية التمريض في جامعة الآغا خان في باكستان.
وفاتها
مما يؤسف له أن كتب التاريخ والسير لم تذكر شيئا عن وفاتها رضى الله عنها، وكأنهم اكتفوا بخيمتها فخرا لها وذكرا، فاغفلوا ذكر كل شيء يتعلق بوفاتها.
اقرأ
أيضًا..