الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أ.د.محمد زين يكتب: الأهلي والصحوة المرتقبة!!

الجمعة 19/أغسطس/2022 - 02:12 م
هير نيوز

بعيدًا عن الخوض فى ملهيات وتسطيحات يراد بها أمورًا ما لا جدوى منها ولا طائل؛ ولكن لأن الوضع قد زاد عن الحد؛ مما قد يتسبب فى تكدير المزاج العام أو الرأى العام الذى يحتاج إلى السكينة والهدوء؛ دعوني أطرح عليكم سؤالًا موضوعيًا يحمل بين طياته الكثير والكثير؛ ماذا يواجه الخطيب؟ ومن يواجه النادى الأهلى؟.

سيبقي النادى الأهلي صرحًا رياضيًا وكيانًا تنظيميًا هائلًا يجب الحفاظ عليه؛ كمؤسسة تزخر بالعديد والعديد من رؤوس الأموال الفكرية والاجتماعية والاتصالية والبشرية، وهو حال أندية أخرى جماهيرية عريقة، ومنها بكل تأكيد نادي الزمالك الوتد الثاني في خيمة الرياضة في صحراء الحياة.. ومعهما أندية أخرى مهمة.

هيا بنا بعيدًا عن التعصب للألوان وبحثا عن الخير لهذا الوطن العزيز، أن نذكر أن الأهلى يواجه نفسه!! نعم يواجه التحدي الأكبر الكامن في ذاته؛ كفريق هزيل فقد كل الرغبة في العودة إلى شخصيته وروحه القتالية، أو حتى الرغبة في الدفاع عن تاريخه مع أجهزة فنية عاجزة لا ترتقي إلى أدنى مراتب الدفاع عن مجرد الاسم وليس البطولات، وهو ما فتح أبواب جهنم المتربصة، فأعطوها الفرصة بأنفسهم، وكان أولى بهم القتال من أجل سمعة النادى الذى صنعهم.

فمنذ متى كان ينتظر الأهلى VAR أو أوفسايد، أو هدف له أو عليه، إلا عن عجز غير مبرر؛ حتى أمام فرق وسط ونهاية الدوري التي لا ترتقى للمنافسة، ولكنها تقاتل ضد متخاذل.

ألا يواجه الأهلي أحد نماذج السيطوة الرأسمالية بقوته المالية ونفوذه السياسي والذى لم ينس أنه لم يستطع السيطرة وتطويع الأهلى، فخرج بطريقة لن ينساها، ويبذل قصارى جهده؛ ليشفى غليله، ويرضى كبرياءه فى الهجوم الشرس بواسطة آخرين لا يملكون سوى أفواه شرهة وقلوبًا حاقدة.

ألا يواجه الأهلي مسئولين لا يجدون حرجًا- احتراما لمراكزهم العامة - فى دعم ناد على حساب آخر، وكان المعروف دائمًا ألا يعلن أى مسئول انتمائه الشخصى حتى يترك منصبه؟ ونعم يواجه الأهلى أبناءً غير بررة يبيعون ضمائرهم الزائفة نظير حفنة زائلة من الأموال أو انتقامًا من كيان قدم لهم الكثير ولم يحصد ثمة وفاء فى وقت الوهن الذى لن يدوم.

يواجه الأهلى خطأه فى الالتزام بالقيم فى زمن اللا قيم، وكان الأولى أن تكون له أنياب حادة، وعين حمراء، ومخالب حادة، ومواقف صارمة وجادة؛ لأن الباطل لا يواجه هذه الايام بالأخلاق.

وأخيرًا يواجه الأهلي كل تجاوز أخلاقي، كل من برر لنفسه الخوض في القيم والأعراف؛ دون أن يتصدى له قانون، وإلا فلماذا لا تنفذ فيه حتى أضعف وأوهن الأحكام؟ من يخاف من من؟ ولماذا ولمصلحة من؟ ولماذا الضغط دائمًا والانحياز للجاني وترك المجني عليهم يجزون وأتباعهم والعقلاء أسنانهم؟!! 

للعلم للمصلحة العليا البحث عن الهدوء والاستقرار، وليس الاستفزاز والاستثارة، علينا العودة إلى ترك الرياضة للرياضة؛ يفوز من يفوز، ويخفق من يخفق، ووقتها أيضًا سينشغل الناس بما يتم، وقتها ستستيقظ الأفواه الصماء؛ كي تنتصر للاتجاهات الداعية نحو إعلاء الحق والمنطق والعدل، وإزهاق الظلم والتدني الأخلاقي.

ads