«العمل بالمستودعات 10 ساعات يوميًا».. مأساة نساء أمريكا للشفاء من العقم وتحقيق حلم الأمومة
بحلول الوقت الذي تقدمت فيه "ريبيكا بيل" لوظيفة في "أمازون"، كانت على استعداد لفعل أي شيء؛ من أجل الحمل، فهي ترغب في أن تصبح "أمًا" والعائق أمامها هو المال.. ولكنها لم تدرك تلك المعاناة الكبيرة التي أقحمت نفسها بها من أجل تحقيق حلم الأمومة.
10 ساعات يوميًا بمستودعات أمازون
بعد أربع حالات إجهاض، كانت "بيل" قد أنفقت هي وزوجها بالفعل أكثر من 10 آلاف دولار على الأدوية وعدد قليل من عمليات نقل التلقيح الاصطناعي، وكانت لا تزال في حاجة إلى العلاج بعد اكتشاف إصابتها بمتلازمة تكيس المبايض، وهي حالة هرمونية يمكن أن تؤدي إلى العقم.
في الخريف الماضي، عندما اقترح الطبيب إجراء مزيد من الاختبارات التي قد تتكلف
آلاف الدولارات، أدركت "بيل" أنها بحاجة إلى حل آخر. ومن هنا
بدأت رحلة معاناتها.
في روايتها إلى
موقع "ذا كات"، قالت "بيل" البالغة من العمر 28
عامًا، إنها انضمت إلى مجموعات دعم على الفيسبوك، حيث وجدت سيدات شغلن وظائف في
مستودعات "أمازون"، للحصول على دعم تأميني لعمليات الخصوبة.
وقالت: "اعتقدت أن هذا قد يكون أملي الأخير، خاصة بعدما علمت أن
الشركة تغطي دورتين كاملتين على الأقل من التلقيح الاصطناعي. ووافقت على العمل رغم
أنه بدا عملًا شاقًا".
بداية العمل في النوبات الليلية
في أكتوبر الماضي، بدأت "بيل" العمل في نوبات ليلية في مستودع في "نورث كارولينا"، حيث أمضت عشر ساعات على قدميها في فرز الطرود قبل حملها على عربة
قد يصل وزنها إلى 200 رطل في نهاية نوبتها.
وسرعان ما بدأت تشعر بألم شديد في ساقيها وأصبح الوضع سيئًا للغاية لدرجة
أنها بالكاد تستطيع الوقوف، ثم تستيقظ في منتصف الليل مع إحساس وخز في فخذيها،
والذي شخّصه الطبيب لاحقًا على أنه التهاب تكيسي، وهي حالة تسبب تورمًا حول
المفاصل.
تناولت "بيل" مسكنات للألم وقدمت لنفسها محادثات حماسية، وبعد
أسبوع من العذاب، أخذت العطلة التالية، ثم استقالت. لقد كان وقتًا كافيًا لتغطية
الاختبارات اللازمة وجعلها تشعر وكأنها "امرأة تبلغ من العمر 80 عامًا".
نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة
يتعامل نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة مع عمليات أطفال الأنابيب
وتجميد البويضات ككماليات للأثرياء، هذا برغم العدد الكبير للأسر التي تحتاج لمثل
هذه الجراحات.
طبقًا لتقرير "ذا كات"، فإن تكيس المبايض تصيب واحدا من كل ستة
أزواج وتؤثر على الرجال والنساء بنفس المعدل تقريبًا. كما أن دورة التلقيح
الاصطناعي الكاملة الواحدة تصل إلى 30 ألف دولار، بينما يتعثر معظم الناس في دفع
تكاليف العلاجات.
اقرأ أيضًا..