من البادية للبرلمان.. ناجية تحدت الأحكام القبلية ووصلت لمجلس النواب
السبت 13/أغسطس/2022 - 10:36 م
ماهر نجيب
ناجية زايد.. بدوية من أولاد علي، قبيلة الهشيبات، مواليد 1968، والدها كان من ذوي الإعاقة فقد إحدى ذراعيه في حادث لغم، لكنه رجل عصامي عمل في تجارة الفاكهة بالتجزئة.
تقول ناجية لـ"هير نيوز": "ترتيبي الصغرى بين أخواتي البنات، اللاتي لم يتعلم منهن سواى، بدأت المعاناة حين صممت على التعليم، وقفت أمامي عادات وتقاليد القبيلة البدوية من عدم خروج الفتاة خوفًا عليها، سمعت بأذني قولهم: ايش تريدي تريدي بالتعليم.. الست مكانها البيت بمعنى آخر هتعمل إيه بتعليمها".
وأضافت: "ولكنى صممت ودعمتني أمي التي كانت تحفظ جزءا من القرآن الكريم، والكثير من أبيات الشعر، وهذا كان أقصى ما يمكن أن تتعلمه الفتاة في البيئة البدوية الصحراوية، كنت أذهب للمدرسة صباحًا ثم أعود إلى البيت لأساعد والدى في بيع الخضروات".
لا يمكن للفتاة داخل المجتمع البدوي أن تخرج للعمل إلا بصعوبة شديدة، مثل: العمل العام أو السياسي أو التنفيذي، أتمت الفتاة المرحلة الإعدادية، وكانت ناجية تحلم بالالتحاق بمدرسة المعلمين، ولكي لا تخرج من محيطها خُيرت بين ترك التعليم أو الالتحاق بالمدرسة التجارية في مطروح؛ فاختارت المدرسة التجارية، وكان كل أملها أن تلتحق بالجامعة، ولكن تنفيذا للعادات والتقاليد التي تتحكم هذا المجتمع اكتفت بالدبلوم.
أكملت الفتاة تعليمها ثم التحقت بالعمل الميداني لخدمة مجتمعها البدوي في سن صغير، وساعدها في ذلك التحاقها بوظيفة رئيس لجنة الشؤون الصحية بالمجلس المحلي لمدينة مطروح، وكان ذلك على حد قولها بـ" العمل الجلل" فلم يدعمها أحد في هذا الوقت سوى أخيها الأكبر وأمها فقط، حيث اعترض والدها على قبولها الوظيفة وخروجها كل يوم، والتعامل مع الرجال أثناء العمل الميداني، فتحدت الفتاة العوائق التي قيدت أخواتها البنات وصممت على الخروج من نفق المظلم، فكانت اليد اليمنى لسيدات مطروح اللاتي يعانين مشاكل كثيرة مثل: المطلقات والأرامل، والأطفال الأيتام، ومساعدتهم في فتح مشروعات صغيرة في منازلهم كغزل صوف الماشية وصناعة السجاد.
ذلك جعل قبيلتها تشعر بالفخر بها، وحينها نالت دعم كافة القبائل في مطروح لترشحيها لمجلس النواب 2010، وهى الآن مستمرة في خدمة المجتمع والنهوض بالفتاة البدوية.