نساء يواصلن مسيرة مفيدة عبد الرحمن ويتحدين الرجال في ساحات المحاكم
الأحد 10/يناير/2021 - 12:19 م
رندا ثروت
المحاماة مهنة من أشرف المهن على وجه الأرض لمن يقيم مقامها ويعطيها حقها، فالمحاماة باختصار وجيز، هي "دراسة القانون وحراسة العدالة"، وهى مهنة تجد فيها المرأة نفسها محاطة بنظرة مجتمعية ذكورية تفضل توكيل الرجال فى القضايا بدلًا توكيل السيدات، ظنًا منهم بأنها مهنة للرجال فقط، وبأن المرأة غير قادرة عليها، والغريب أن تلك النظرة الخاطئة مستمرة، على الرغم من نجاح مفيدة عبد الرحمن فى مهنة المحاماة، فهى أول سيدة ترفع دعوى قضائية أمام محكمة عسكرية، وأول امرأة ترفع دعاوى أمام محاكم الصعيد، ولكن يراها الرجال استثناء عن القاعدة ويصرون على موقفهم بأن مهنة المحاماة للرجال فقط، "هير نيوز"تحدثت إلى أتباع مفيدة عبد الرحمن للوقوف على أبرز ما يواجهونه من تحديات.
منذ 15 عامًا وحتى الآن، تقف نجاة محمود المحامية تترافع في ساحات المحاكم متحديًة لكل الصعوبات محبًة لمهنتها، حيث تقول، " كونك امرأة في هذه المهنة تنافس الرجال في مجتمع شرقي يجب أن تثبتي نفسك بنجاحك في مزاولة مهام هذه المهنة بكفاءة تجعل من عملك شاهدًا لك حتى تجعلي الناس تثق بك وتذهب إليكِ دون غيرك. "
طيلة الـ 15 عامًا لم يسلم الأمر من صعوبات مرت بها نجاة، وعن هذا حدثتنا قائلًة: "أصعب موقف كان بعد إنهائي لمجموعة أحكام لموكلة تجاوز مجموع المبالغ المقضي لها الـ 50 الف جنيه،فقد قامت بالغاء التوكيل، وعمل توكيل لمحام أخر ليقوم بالتنفيذ."
وتابعت: "فبعد أن رفعت لها الدعاوى القضائية وأنهيت لها كل شئ وأخذت الأحكام، ولم آخذ منها أي أتعاب نظير ذلك، وجدتها تلغي التوكيل لتذهب لمحامي آخر أقنعها بقدرته على مساعدتها من مبدأ أن الرجال أفضل في ذلك المجال، لذا لجأت لعمل دعوي مطالبة بأتعاب محاماه من خلال إثبات حضوري بمحاضر جلسات هذه القضايا أمام المحكمة وأخذت حكم عليها مقدرًا به أتعابي عن حضوري بهذه القضايا".
ونصحت "نجاة" شباب المحاميات بالثقة في أنفسهن وقدرتهن على العمل في هذه المهنة وإثبات كفاءتهن بالمثابرة والالتزام والتعلم من الأخطاء وكيفية التعامل مع الموكلين بحنكة وجدارة تكسبهن الاحترام والثقة والتقدير في هذه المهنة.
واختتمت "نجاة" حديثها، قائلًة: "أحب هذه المهنة لا يوجد أجمل من أن الله يجعلك سببًا في الدفاع عن حقوق الناس، خاصة العنصر الذي يستضعفه المجتمع دائمًا وهو المرأة، ويمكن كوني امرأه جعلني أكثر تقديرًا وشعورا بهم وأكثر قوة وصلابة في الدفاع عنهم ولو رجع بي الزمن الف مرة سأختار أنا أكون محامية أيضًا".
رغم أن مدتها بمجال المحاماة قليلة حيث عملت دينا مرسي لمدة سنتين بها فقط، إلا أنها أدركت صعوبتها مبكرًا، حيث قالت: "المهنة في البداية صعبة جدًا وخصوصا إنكِ تتعاملين مع جميع الفئات والأعمار من قاضٍ ومتهم وموظف وظابط ووكيل نيابة".
المهنة تركت تأثير في شخصية دينا وعبرت عن ذلك، قائلًة: "بصي أنا واحدة بيتوتية جدًا، لما نزلت أشتغل في المحاماة اتعرفت علي ناس كتير وأخدت خبرة في قضايا الأسرة والتعاملات في كل حاجة".
خلال السنتين عاصرت دينا داخل أروقة المحاكم لحظات صعبة خاصة بقضايا الأحوال الشخصية فروت لنا: "حين أرى منظر الأمهات وهي تبكي علي أولادها المحبوسين ومنظر المساجين صعب جدًا، وخصوصا لومسجونين بسبب إيصالات أمانة، حين أرى عروس تزوجت منذ أشهر قليلة وحصل لها مشاكل مع زوجها وترفع عليه قضية قائمة منقولات، ويجي الأثاث في المحكمة ويتفرز ويتبهدل ويتكسر".
منذ عام 2003، وإيمان إبراهيم محامية معنية بقضايا المرأة والطفل بشكل خاص، وعن المهنة وتحدياتها قالت: "دفعة 1997م كنا فيها جيل محظوظ وعاصرنا قمم المهنة وأعلامها، الذين لم يبخلوا علينا بأي معلومة نهائي، لكن كانت المشكلة في تقبل المجتمع لفكرة توكيل محامية خاصة أيضا أن شكلي صغير، لكن بالإصرار تخطيت تلك المرحلة وأصبح لي اسمي ومكانتي".
من أصعب التحديات التي تواجه المحامية ذكرت أيضا: "في البداية كان نزول المعاينات مع الخبراء خصوصا لو بين خصمين عنيفين كانت مشكلة لكن هذا يرجع للثبات الانفعالي للمحامي وقدرته علي احتواء الموقف، ولأني محامي تنموي ودرست فلا تقف أمامي أي مشكلة "
وعن أبرز النصائح التي تواجهها لمحاميات المستقبل ذكرت: "المحاماة مهنة المظهر له عامل كبير فيها، سواء للمحامي أو المحامية، حاليًا بعض الفتيات للأسف لا يفرقن بين الزي المناسب للعمل والزي المناسب للخروجات، كما أن طبيعة هذا الجيل يستعجل الأمور ولا يسعى وراء الحصول على أي معلومة ويستسهل الأمور، لذا أنصحهم بالاطلاع المستمر على القوانين المستحدثة والكتب الدورية، نصيحتي لأي مبتدئ بأن يشتغل على نفسه وينمى مهاراته لكى ينجح، فثقافة المحامي هي التي تميزه عن غيره".