السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«التحويطة وعكس الملابس الداخلية».. طقوس غريبة قبل الزواج في سوهاج

الأربعاء 10/أغسطس/2022 - 12:30 ص
هير نيوز

من الطقوس التي لا تزال مستمرة في العديد من قرى سوهاج "وقاية العروسين" التي تتمثل في قيام والدة العروس أو إحدى قريباتها بالذهاب إلى "شيخ" مشهور، لعمل أحجبة للعروس، بينما يذهب أحد أقارب العريس لعمل "تحويطة" وهي عبارة عن شبكة صياد يلف بها العريس وسطه، وكذلك العروس، وهذا كله للوقاية من "الربط" أي العجز الجنسي، ويتم عملها عقب كتب الكتاب مباشرة.

الاستعدادات للعرس تشمل ذهاب أحد أقارب العروس إلى شقتها قبل الزفاف بيومين لتنظيفها وترتيب ملابسها وإعطاء المفتاح إلى والدة العريس، التي بدورها تمنع دخول أي شخص لرؤية الشقة، ولذلك للوقاية من أعمال السحر والربط والحسد، حيث من الممكن أن تقوم إحدى السيدات بعمل سحر ووضعه في الشقة، وبالتالي يقدم أهل العريس دائماً الأعذار لمنع دخول أحد إلى منزل الزوجية.

إذا كانت هناك طقوس سرية لحماية العريس من السحر والحسد، فثمة طقوس علنية تتمثل في نثر الملح على المعازيم لدرء الحسد، وكذلك نثر حبوب الحلوى وأحياناً بعض العملات المعدنية لصرف العين عن العروسين.

طوارئ ما قبل الزفاف

هناك تدابير قوية تتصل بعدم فتح الشقة لأي شخص غريب عن العائلة، والتي تسبب لحظات محرجة أيضاً حينما يأتي الأصدقاء قبل الزفاف لقضاء بعض الوقت مع العريس، بعضهم يريد رؤية الشقة ولكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك، لذا يتهرب من الاستجابة إلى هذا الطلب بالدخول في حديث آخر.

في قرية ريفية بسوهاج قلب صعيد مصر يعيش إبراهيم الذي يروي بعض التفاصيل الغريبة التي رآها في يوم زفافه، لكنه كان لا يستطيع الرفض أو حتى التعليق عليها، إذ بدأت معه قبل الزفاف بخمسة أيام حين طلبت منه والدته وضع "حجاب" في جيبه وذلك لمنع أعمال السحر والحسد.

يقول: "رغم أنني محافظ جداً على الصلاة، أخافني حديثهم وجعلني أضعه في جيبي حتى انتهاء الزفاف، وبالطبع جلبت راديو من أحد الجيران لتشغيله على القرآن طوال الوقت في الشقة".

الأمر هو مجرد عادات وتقاليد اعتاد الجميع تنفيذها كما يقول إبراهيم، ولكنه يوم الزفاف رأى أشياء أخرى بدت له غريبة، يقول: "عند ارتداء البدلة، طلبت والدتي من جميع أصدقائي الخروج من الغرفة، وطلبت مني أن أرتدي ملابسي الداخلية مقلوبة، حاولت الاستفسار لكنها كانت مشغولة بوضع (دبابيس الطرحة) في البدلة، بينما تتمتم بكلمات كأنها تقول الرقية الشرعية، وحينما سألتها عن ذلك ردت: "استودعتك عند ربنا... ربنا يحميك من كل عين"، ثم نزلت دموع الفرح على خدها الأمر الذي جعله يتغاضى عن كل شيء ويحتضنها.

توقع الشاب العشريني أن الأمر انتهى بتلك الأشياء التي فعلتها والدته قبل الذهاب لاصطحاب العروس، لكنه فوجئ عند دخول بيت عروسه بسيدة تضع أمامه عصا، وتطلبه منه المرور من فوقها، وذلك بجانب الملح الذي يتناثر في كل مكان، لكن يبقى هناك شيء يذكره إبراهيم ساخراً، وهو أنه بعد مرور قرابة أربعة أيام، شمَّ رائحة كريهة في غرفة نومه، ومع الفحص والبحث عن مصدر الرائحة عثر على "باذنجان" فاسد، موضوع في دولابه وسط الملابس، تلك الأشياء الكثيرة يفسرها الشاب العشريني بأنها تستخدم لمنع أعمال السحر والحسد، وحفظ العروسين، وهذه مجرد عادات تتوارثها الأجيال على مر السنين.

أما إسلام الذي عاش حياته في محافظة سوهاج، فيتحدث عن تلك العادات الغريبة في الزواج ويؤكد أن ابن عمه ظل عامين بعد زفافه لا يستطيع أن يقترب من زوجته فيما يفسره بأنه "مربوط"، والربط هذا يعني أن أحد الأشخاص قام بعمل سحر للعروسين لا يستطيع أحدهما الاقتراب من الآخر.

يعتقد كثيرون فيما يسمى بـ"عمل الربط" وهو سحر يسبب العجز الجنسي للزوج، يقول إسلام إن هذا السحر "يأتي من أقرب الأقربين" أو من رجل كان يرغب في الزواج من العروس ولم يوفَّق، فيقوم بسحر يُعجِز زوجها عن الاقتراب منها.

وعن طريقة أعمال السحر يقول إسلام إنه بكل سهولة يستطيع من يريد عمل سحر للعريس أن يجلب قطعة من ملابسه إلى الشيخ الذي يفعل ذلك وينتهي الأمر، حيث أكد أن ابن عمه ظل عامين يبحث عن شيخ "يفك هذا السحر الذي ربطه عن زوجته"، وبالتالي من الأشياء المهمة التي تحدث هناك، أن يضع العريس "الحجاب" في جيبه دائماً، ويحافظ على الصلاة والأذكار قبل الفرح بأكثر من 10 أيام، إذا كان ليس محافظاً عليها، وتشغيل القرآن في المنزل دائماً، وعدم تناول الطعام إلا من يد والدته فقط، وذلك لأنها الوحيدة التي يمكن الوثوق بها، لأنه من الوارد أن يضع أحد للعريس شيئاً في الطعام على حد قوله.

اقرأ أيضًا..

ads