الأربعاء 27 نوفمبر 2024 الموافق 25 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«عاشقة الطائرات».. سُعاد الشامسي قصة نجاح من الأرض للسماء

السبت 09/يناير/2021 - 07:33 م
هير نيوز


المرأة الإماراتية تجاوزت مرحلة التمكين وأصبحت شريكًا أساسيًا في التنمية بمختلف أبعادها ومجالاتها، وحققت إنجازات نوعية في كافة القطاعات، ما يدل على قوة المرأة ودورها كمحور رئيسي في مسيرة نماء وتطور المجتمعات.

سعاد سلطان الشامسي، منذ أن كانت في العاشرة من عمرها، وهي تهوى الطائرات وأشكالها، وسُميت بـ"عاشقة الطائرات" في العائلة، وهذا العشق دفعها إلى التخصص في هذا المجال، وكان حلمها دراسة هندسة الطيران وهو مجال يندر أن تجد به فتيات كون الغالبية رجالاً؛ ما شكل لها تحديًا أكبر دفعها لأن تتشبث بحلمها، مع تشجيع أسرتها لها، والذي قادها لتحقيق ما تريد، وأنهت دراستها الثانوية وسافرت إلى بريطانيا للدراسة.

تخصصت منذ أن كانت في الثانوية العامة في هندسة الطيران، وكانت أولى خطواتها لرسم مستقبلها في هذا المجال، فهي حاصلة على شهادة في هندسة الفضاء الجوي عام 2006، من جامعة هيرتفوردشاير، في المملكة المتحدة، ثم حصلت بعدها على وبكالوريوس في إدارة الطيران عام 2010، من جامعة كوفنتري، فى المملكة المتحدة، ونالت درجة الماجسيتر فى إدارة الطيران عام 2012 من نفس الجامعة بالمملكة المتحدة، ودبلوم فى القايدة والإدارة عام 2012. 

تعتبر "سعاد"، أول مهندسة طيران إماراتية متخصصة في قطع هبوط الطائرات، حتى أصبح لديها خبرة تجاوزت الـ10 أعوام في مجال هندسة الطائرات، واستمرت لمدة أربعة أعوام كمستشارة طيران لأكبر مشروع بدولة الإمارات وهو مشروع مطار أبو ظبي الدولي، ونجحت في الحصول على الدكتوراه في الطيران، لتصبح بعدها أول إماراتية تهتم بدراسة تمكين المرأة في قطاع الطيران.

تعتبر "الشامسي"، رائدة في مجال الطيران والهندسة، تعمل حاليًا مستشارة للطيران في محطة "ميدفيلد" الجديدة في أبو ظبي، وهي أحد أكبر مباني المطارات في العالم، علاوة على منصبها كرئيسة تنفيذية لشركة l2l الاستشارية، وعملت كمهندسة طائرات ومستشارة طيران مع عدة شركات رائدة في مجال الطيران والهندسة، بما فيها ميسيير بوجاتي، هونيويل، كونز، إيرباص، بوينج، طيران الإمارات، وطيران الاتحاد، وتعمل حاليًا، على دراسة حول تفنيد الأضرار التي يتعرض لها قطاع الطيران، بالتعاون مع مجموعة من الخبراء في الأكاديمية الأميركية بالشرق الأوسط، وتهدف الدراسة إلى الخروج بعدد من التوصيات التي تساعد القطاع على العودة السريعة وتهيئته مستقبلاً لأي كوارث شبيهة.

واجهت العديد من التحديات، كان أبرزها عد تقبل الرجل وجود المرأة في مجال الطيران، خاصة فى تخصص الهندسة، حيث شاعت تلك النظرة التي تعبر عن أن المرأة لا تستطيع أن تعمل في عمل ميكانيكي بحت مثل الرجل، الأمر الذي اتخذته الشامسي كتحدي للاستمرار في الدراسة.

أسست جمعية المرأة في الطيران، وهي من أكثر التجارب التي تعتز بها، لم تكن الجمعية حلمها وحدها، بل حلم مجموعة نساء قياديات في مجال الطيران، وذلك رغبة منهن في تعزيز دور المرأة العربية في مجال الطيران وتشجيعها، والجمعية الآن لها أكثر من 4 سنين مشاركات في عدد مؤتمرات ومعارض داخل الإمارات وخارجها.

حصلت على الدكتوراه الفخرية لعملها في دعم وتمكين المرأة في مجال الطيران، وهي أيضًا من مؤسسي فرع الشرق الأوسط لجمعية المرأة في مجال الطيران، وعضو في عدد من الاتحادات الصناعية، وعضو في لجنة تحكيم مسابقة المرأة في الطيران والتي تقام في دبي ، خاصة وأـن هذه المسابقة تهتم بنجاحات المرأة في عالم الطيران، بالإضافة إلى مشاركتها في دراسة عن قطاع الطيران وما بعد أزمة كورونا في الأكاديمية الأمريكية بجمهورية مصر العربية.

ونصحت "الشامسي" في قناة لها على التوتيوب، بالابتعاد عن مسببات انتقال الفيروس، والإلتزام بالتعليمات والتدابير الاحترازية التي أوصت بها الحكومات لمكافحة الوباء، واتباع الإجراءات الصارمة التي وضعتها شركات الطيران لضمان سلامة المسافرين، مشيرة إلى الدور الذي لعبته التكنولوجيا في إيجاد حلول للتعايش مع كورونا، حيث أن الإمارات تعتبر من أكثر الدول انفتاحًا لتبني الحداثة من خلال إرسائها لبنية تحتية تقنية متينة ومرنة، كتقنيات الذكاء الاصطناعي وسحابة الإنترنت. 

ads