لإهانة المرأة أم تكريمها؟.. ماذا قال الأزهر و«الإفتاء» عن «ناقصات عقل ودين»؟
الخميس 04/أغسطس/2022 - 12:46 ص
يردد غالبية الناس مقولة "النساء ناقصات عقل ودين" وينسبونها للرسول عليه الصلاة والسلام، دون مراعاة لحقيقة الأمر، حيث يستند البعض إليها ليهين المرأة ويعبر عن أن عقلها ودينها ناقصان.
وحقيقة الأمر أن بعض الناس يجردون الأحاديث النبوية عن سياقها وملابسات حدوثها ويتخذونها ذريعة لإضفاء نظرتهم الدونية للمرأة، رغم أن هذا ليس من الإسلام في شيء.
فنجد البعض يأخذ التفسيرات المغلوطة لبعض المرويات الإسلامية بحثاً عن مرجعية إسلامية وغطاء شرعي لقيم التخلف والانحطاط التي سادت عالم المرأة.
وكان الأكثر شهرة في هذا الأمر مايردده عامة الناس من التفسير الخاطئ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري عن نقص النساء في العقل والدين.
وحقيقة الحديث أن الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "خرج النبي في أضحى أو فِطْر إلى المصلى فمرّ على النساء، فقال: يا معشر النساء، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟، قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم؟، قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها".
فمن هذا الحديث الشريف يتخذ العوام وغيرهم من المتصيدين للثغرات ذريعة في دعوتهم بأن الإسلام ظلم المرأة وأسقطها من حساباته، والحقيقة أن هذا ظلم للإسلام وظلم للمرأة على حد سواء.
فتوى الأزهر
وإنصافا للإسلام وللمرأة، فقد بين مرصد الأزهر الشريف حقيقة وصحة الحديث الشريف الذي يختزله البعض في دعواهم بنقص المرأة للعقل والدين، أنه ليس وصف النبي للنساء بأنهن ناقصات عقل ودين اتهاما لهن، وإنما هو إخبار عن معنى واقع بالفعل ليس فيه اتهام ولا تنقيص، وليس المراد من اللفظ ظاهره، وإنما المراد به ما وضحه باقي الحديث من أن "نقصان العقل" يعني شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، "ونقصان الدين": يعني تركها الصلاة والصوم حال الحيض.
وبين الأزهر أن ترك المرأة الحائض للصلاة والصيام ليس فيه إثم عليها باتفاق الفقهاء بل لقد أسقط الله، عنها ذلك في وقت حيضها رأفة بها، لأن المرأة طوال مدة حيضها تكون في حالة ضعف واضطراب؛ لذا خفف الله عنها التكاليف في هذه المدة، فوجب عليها الالتزام بما أمرها الله به وتنال الأجر على امتثالها أمر الله تعالى.
دار الإفتاء
أما دار الإفتاء فقد بينت من خلال أمين الفتوى الشيخ عويضة عثمان، بأن كلمة ناقصات عقل ودين ليست إهانة للمرأة، وأن المرأة لها طبيعتها، ووصف النبي أنها ناقصة عقل ودين أي أن يحترم الرجل عقليتها والتعامل معها، وأن الوصف في الحديث من الرسول ليس إهانة، بل ليُبين أنّ المرأة لا بد أن تحترم في مشاعرها.
اقرأ أيضًا..