رياضة

سارينا ويجمان.. امرأة قادت «لبؤات إنجلترا» نحو المجد الكروي

الإثنين 01/أغسطس/2022 - 06:42 م

وفاء الشحات

سارينا ويجمان، هي المرأة التي صنعت التاريخ، وجلبت كرة القدم إلى إنجلترا، حيث سلمت أول لقب قاري لهذا البلد، وكانت الأهدأ في ويمبلي عندما تم إطلاق صافرة النهاية وتمكنت من تحقيق هدفها.

فقد فريقها الإنجليزي "الأسود الثلاثة" التقدم في الدقيقة 79 في نهائي بطولة 2022 أمام ألمانيا، ولكن من الغريب أن ويجمان لم تصب بالذعر والقلق أبدًا خلال هذه البطولة، وثبتت، حيث دفعت بـ "كلوي كيلي" من مقاعد البدلاء لتسجل هدف الفوز بعد دخولها بعشر دقائق.

ولم تلعب كيلي أي مباراة تحت قيادة ويجمان قبل هذه البطولة، حيث غابت عن غالبية الموسم الماضي بسبب إصابة في الركبة، وكان إدراجها في الفريق المكون من 23 لاعبةً بمثابة مخاطرة كبيرة بالنسبة للمنتخب الإنجليزي.

وكانت طاقتها ومعدل لياقتها ضد إسبانيا حاسمًا، وعندما سقطت الكرة عليها في المربع ذي الست ياردات، كانت حاضرة في الزمان والمكان، وتمكنت من تحقيق هدف ويجمان رغم غيابها عن اللعبة لفترة طويلة جدًا.

فترة قياسية لـ"سيدات إنجلترا"

تولت ويجمان مسؤولية هذا الفريق منذ 10 أشهر فقط ولكن كان هناك تحول، حيث كان مستوى إنجلترا ضعيفًا منذ خروجها من نصف النهائي في كأس العالم 2019، على الرغم من أنهم لم يعترفوا بذلك.

وعين الاتحاد الإنجليزي ويجمان للفوز بهذه البطولة على أرضه، حيث توجت مع هولندا، ولديها خبرة لم تكن لدى المديرين السابقين، وتمكنت في أقل من عام أن تجلب كأس الأمم الأوروبية الأول في تاريخ منتخب إنجلترا النسائي.

كانت أولى مباريات ويجمان في تصفيات كأس العالم ضد دول أدنى، كانت الانتصارات سهلة، لكن إنجلترا أهدرت العديد من الفرص، حيث تحدثت حينها قائلة: "نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر قسوة" بعد الفوز بـ عشرة أهداف دون رد.

تحدي كبير لـ "ويجمان"

كل أزمة كبيرة واجهتها ويجمان، كانت على حق، حيث اختارت ليا ويليامسون كقائدة ولم تختار ستيف هوتون في فريقها المكون من 23 لاعبة، حيث كانت هناك حجة مفادها أن هوتون، التي خدمت بلدها جيدًا لسنوات عديدة، تستحق الذهاب إلى هذه البطولة.

لكن في عيون ويجمان لم تكن لائقة وهذا هو المهم، كان الأمر متروكًا لوليامسون للقيادة وكان من الصعب أن تكون هذه الوظيفة أكثر صعوبة مع وجود قائدها السابق في الخلفية، وكان قرارها بوضع التشكيلة الأساسية في كل مباراة بمثابة ضربة قوية.

وكانت هناك علامات استفهام حول لعب راشيل دالي، في مركز الظهير الأيسر في دفاع احتوى على جميع اللاعبين بالقدم اليمنى، عندما تم الكشف عنه في إسبانيا، اعتقد الكثيرون أن أليكس جرينوود يجب أن تأتي، وبدأت دالي الدور نصف النهائي وكانت أفضل مباراة لها في البطولة.

مأساة قبل التتويج

ومرت ويجمان بمأساة شخصية قبل ثلاثة أسابيع من البطولة، إذ عادت إلى منزلها في هولندا عندما توفيت أختها في نهاية شهر مايو، وأخذت إجازة لمدة أسبوع لتكون مع عائلتها قبل أن تعود إلى معسكر تدريب إنجلترا في سانت جورج بارك.

ويجمان لا تحب الأضواء، ضحكت عندما قيل لها إنها ستصبح مشهورة إذا فازت بهذه البطولة، وردت: "لا، سأعود إلى حياتي الهادئة"، فالجميع بات يعرف اسمها الآن وأصبحت بطلة في عيون شعبها.

وفي النهاية، قلة من الناس في كرة القدم يحققون مكانة الأسطورة في بلدين، حيث فازت ويجمان بلقب اليورو في عام 2017 وقادت اللبؤات للفوز بأول لقب قاري لهم، البطلة المتواضعة من لاهاي هي الآن امرأة إنجليزية فخرية.

اقرأ أيضًا..